هل يمكنني أن أستفيد في حياتي من خلال قرائتي عن الفلسفة العدمية؟

1 إجابات
     من وجهة نظري فإن القراءة حول الفلسفة بشكل عام هو أمر بالغ الأهمية. وبإهمال التعمق بمواضيع الفلسفة جميعها، إلا أن لها كبير الأثر على طريقة تفكيرنا، وطريقة نظرنا للأمور من مناحٍ وجوانب لم تخطر لنا سابقًا. وهذا -من وجهة نظري- ليس أمرًا كماليًا بسيطًا، بل حاجة أساسية تساعدنا في تطوير شخصياتنا بعد أن نطور طرق تفكيرنا وحكمنا على الأمور الكبيرة منها والصغيرة. 
 

 
     فيما يخص الفلسفة العدمية بالذات فإن لها أثارًا كبيرة برأيي على الشخص الذي يطلع عليها. وذلك يتجلى بوضوح من قبل الشخص ذاته، ثم من هم حوله. لذا دعني أخبرك كيف أثرت قراءة الأشخاص عن الفلسفة العدمية على شخصهم، ثم حاول أن تقيس ذلك على نفسك إن أمكن. 
 
 

     تمكن العدمية ومعرفتها من جعل القارئ والمتعمق بها يدرك كيف أن الأفكار التي نحملها ما هي إلا تشكيل لذواتنا بشكلٍ ما، وأنها حقيقتنا. وبسبب أننا غالبًا وجوديون، فإن العدمية تجعلنا نأخذ الحياة والعمل بكل تفاصيله بشكل جدي أكثر، ثم أننا نبدأ بالاستمتاع بشكل أكبر بالحياة. وكذلك الأمر فيما يخص العلاقات وما يشابهها، فإننا نبذل مجهودًا أكبر بها. ولولا العدمية بصراحة، سيكون الفضول للتعرف على الوجودية مختلف كثيرًا، وقليل بشكل كبير. وبسبب هذه المعرفة، ستستطيع كشف الفرق بين العيش بكسل وعدم مبالاة والتي لا تحمل سوى الكثير من الكآبة والحزن، وبين أن يقضي الشخص حياته بنشاط وجد بحيث يجلب لنفسه السعادة والراحة النفسية.
 
 

     ثم إن للعدمية كبير الفضل في جعلنا ندرك ونقدر قيمة الوقت القليل الذي نملكه جميعنا. ستجد بعد تعرفك على العدمية ومقارنتها مع حقيقتك أن أصحابها أناس سهل جدًا أن يتخلون عن أوقاتهم في سبيل الجلوس والتذمر وعدم المبالاة. كلما تفكر بكم الساعات الهائل الذي يضيع في هذه الأمور، ستبدأ بالإدراك أن عليك البحث عن الوقت من جديد، واستغلال دقائقه السريعة بكل ما أوتيت من قوة. وبقضاء الوقت لا أعني الإنشغال فقط، بل أيضًا الإنشغال بالأنشطة الفعالة، وأخرى تجلب السعادة. إن اختيار ما تفعله بوقتك بحذر أمر قيّم جدًا، وسيؤثر على حياتك مستقبلًا بشكل هائل لا يمكنك تصوره الآن. لن تستخدم التلفاز والهاتف لغرض قضاء اليوم كاملًا، بل سيكون فعل مشاهدة التلفاز مجرد طريقة للاسترخاء في نهاية اليوم بعد ساعات حافلة من الإنتاجية والسعادة. ستشعر بأنك أكثر وعيًا، وأكثر حضورًا. حتى مشاهدة التلفاز لن تكون بالبساطة التي كانت عليها سابقًا، بل إن لها قيمة وأثرًا الآن.
 
 

     ستشعر بشكلٍ ما أنك ترغب في أن تكون إنسانًا أفضل. ذلك يظهر في الرغبة القوية في تطوير النفس. أما عن طرق التطوير والتحسين هذه فهي كثيرة، منها الرياضات ونمط الغذاء الصحي، وكذلك الأمر في المجهود الذي ستسعى لوضعه في أي شيء حتى تنجزه.
 
 

     ستختلف نظرتك وطريقة تعاملك مع جميع الامور مهما كانت. وستجد أن علاقاتك مع الأشخاص والأشياء تأخذ منحنىً مختلف تمامًا بسبب وعيك الجديد الذي تحمله. ولن تتأكد من كل ذلك قبل اطلاعك على هذه الفلسفة، وتقييمك لها بعقلانية، ومقارنتها مع ما تملك بداخلك.
 
 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة