هل يمكنك إخباري بالقصة وراء مقولة "كل الطرق تؤدي إلى روما"؟

1 إجابات
profile/بتول-المصري
بتول المصري
بكالوريوس في آداب اللغة الانجليزية (٢٠١٨-٢٠٢٠)
.
١٢ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
     لا بد في أنك تعرف كم أن روما قد كانت من أهم العواصم قديمًا ولعدة قرون ليست بالقليلة.


     إن الأسباب وراء أهمية روما هي كثيرة ولا تحصى، وأهمها موقعها الاستراتيجي في وسط إيطاليا، والتي جعلت منها نقطة الاتصال بين شمال إيطاليا وجنوبها. وكذلك فإن هذا الموقع مكنها من التحكم بسواحل إيطاليا الغربية. وهي كذلك تقع على حدود لاتوم التي تشتهر بتربتها الحمراء الخصبة، وبذلك استطاعت أن تقدم لشعبها ما جعلها تكتفي ذاتيًا من المحاصيل والمزروعات.


     وعلى الرغم من أن جميع الطرق إلى كل مناطق العالم أصبحت سهلة وميسرة اليوم، إلا أن مقولة "كل الطرق تؤدي إلى روما" هي مقولة قديمة حيث كانت الطرق ليست كما نراها اليوم أبدًا، وقد تداول الناس هذه المقولة بلغات عدة، إذ أنها كانت فعلًا عالمية. لذا دعني أحدثك قليلًا عن روما، وعن السبب هنا..


     كانت اللغة الرسمية قديمًا في روما هي الرومانية والإيطالية، إلا أنه لاحقًا تم اعتماد الرومانية لـ روما بالذات، وكتب الكتّاب كتبهم باستخدامها، حيث أنها انتشرت بين أفراد الطبقة المتعلمة والمثقفة في روما. وتم اعتبارها أيضًا من أكثر اللغات رومانسية، ولاحقًا تم اعتمادها كلهجة.


     ومن الأمور التي لا يعرفها الكثير هي أن روما لم تملك الكثير من المدارس قديمًا لتعليم أطفالها، لذا كانت هذه مسؤولية الآباء تقريبًا. وكان التركيز بالطبع على تعليم الأطفال في سنينهم المبكرة على الكتابة والقراءة، وإن لم يكن التعليم من قبل الأب، فكان يقوم به العبيد المتعلمون في بعض الأحيان. وأما بالنسبة لتعليم الشباب؛ فقد اهتم الآباء بتعليمهم وتثقيفهم من عدة نواحي، وكان أهمها الثقافة السياسية، وأصول ومهارات الحرب، وأساليب الزراعة التي كانت شديدة الأهمية آنذاك. أما أبناء الطبقة الراقية والنبيلة، فكان يركزون على تعلّم السياسة، وكان معلموهم من السياسيين الكبار وذوو الشأن، حتى يضمن آباء هؤلاء الشبان أن يشارك أبناءهم في الحياة السياسية لاحقًا، أي بعد بلوغهم سن السابعة عشر كما كان الأمر حينها.


     وأخيرًا، وفيما يخص مقولة "إن كل الطرق تؤدي إلى روما"؛ حيث أن مدينة روما قد واجهت وصارعت الكثير من المشاكل والتحديات للوصول إلى هذه البلاد. ولكثرة الدول التي غزتها، فقد يسّرت لها كثيرًا من الطرق في كل الاتجاهات، بعدما كانت طريقها وعرةً وصعبة. وتنوعت الطرق في أشكالها واتجاهاتها، فمنها ما كان يمر عبر الغابات، ومنها ما سار على طول الأنهار، وغيرها مر بالمدن اليونانية، وبهذا كانت الجيوش الرومانية تجد طريقها دائمًا بسلاسة. وأما طول هذه الطرق فقد وصل إلى 80000 كيلو متر حسبما ظهر بعد دراسة خريطة "بوتينجر" في القرن الثالث عشر.  (1) 


     لذا وإن بدت هذه المقولة موضع مبالغة، إلا أنها في الواقع ليست بعيدة عن الحقيقة أبدًا، وحتى إن نظرنا إليها من جوانب عديدة غير الطرق الفعلية، سنجد أن روما لطالما كانت مركزًا تؤدي إليه كل الطرق. 

 

 

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 3 شخص بتأييد الإجابة