هل يمكنك أن تشرح لي ما هو معنى فلسفة الإخفاء عن طريق الإظهار؟

1 إجابات
profile/ميس-نبيل-طمليه
ميس نبيل طمليه
كاتبة في مجال تطوير الذات الذكاء العاطفي في عدة مواقع إلكترونية (٢٠٠٧-حالياً)
.
١٩ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
عندما كنا صغاراً وكان يزورنا خالي وزوجته وأبنائه كنا نلعب معاً في بستان منزلنا الواسع والمليء بالأشجار والألعاب التي صنعها لنا جدي بيديه والتي تشبه الألعاب الموجودة في الحدائق كالأرجوخة والسيسو والسحسيلة. فكنا نلعب لعبة الشرطة والحرامية وكذلك لعبة الغماية أنا وأخي وأختي وابني خالي التوأم مستغلين هذه الأشجار والألعاب للاختباء فيها، وكنت أنا أكبرهم عمراً، كما كنت معروفة بينهم أنني أختار أماكن للاختباء منهم لا تخطر ببال أحد، فكنت أراقب الأماكن التي يبحثون فيها لأختار أماكن أخرى لا تخطر ببالهم؛ كالاختباء خلف الجدار الذي كان يغمي الشخص عينيه ويستند عليه، وعندما ينتهي من العد فإنه ينطلق بسرعة للبحث عنا في أماكن بعيدة نوعاً ما عنه، فيمر عني دون أن يلاحظ وجودي ليتفاجأ أنني وصلت الجدار ووضعت يدي عليه وصرخت وأنا أضحك "كمستير" -وهي الكلمة التي كنا نستخدمها عندما يصل أحد اللاعبين للجدار الهدف قبل أن يعثر عليه اللاعب الذي عليه البحث عن الباقين. حتى أن أحد أبناء خالي مرة ذهب يبكي لوالده ليشتكي له أنني غشاشة! 😁🤣🤣

كما كنت أحياناً أستخدم هذه الطريقة عندما أخبئ شيئاً عن أخي عندما كنا صغاراً، فخبأت مرة عنه شريطاً للفنانة باسكال مشعلاني في درجه، وعندما سألني عنه قلت له أنني أخذته لأكتب أسماء الأغاني وترتيبها في الشريط ليتسنى لنا وضع الأغنية التي نريد سماعها بسهولة، وأنني أريد فعل هذا عندما أنتهي من دراستي، ولكنه كان يريد أن يأخذ الشريط معه ويسمعه مع ابن الجيران الذي كان يأخذ منه كل شيء ولا يعيده له. فطلبت منه أن يبحث عنه وإن وجده فليأخذه، عندها بحث أخي في كل مكان في المنزل، حتى أنه فتح أغطية أواني المطبخ وبحث داخلها، ولكنه لم يخطر بباله طبعاً أن يبحث عنه في غرفته هو وفي درجه، فلم يجده وكسبت أنا الرهان. 🧐

هذه هي ببساطة فلسة الإخفاء عن طريق الإظهار، هذه الفلسفة هي ببساطة أن تخفي ما تريده عن الناس بإظهاره أمامهم علناً لأن لا أحد سيخطر بباله أن يبحث عنه في الأماكن المعروفة جداً أو العلنية. وقد نلجأ لها نفسياً أحياناً فنظهر ما نريد إخفاءه عن الناس لإبعاد شكوكهم بوجود هذا الشيء فينا. 

ولعل ما يشبه هذا المبدأ كان يحدث أحياناً مع الطلاب الأذكياء جداً والذين قد اعتادوا على أن يكون في أسئلة الامتحان أمور صعبة ومخفية في المعطيات، فعندما كان يأتي سؤالاً سهلاً ومعطياته واضحة جداً كانوا يخطئون فيه في كثير من الأحيان لأنهم كانوا يحللونه كثيراً؛ فتراهم يقضون وقتاً طويلاً للبحث عن أحد المعطيات الواضحة جداً في السؤال والمكتوبة أمامهم علناً، لأنه لم يكن يخطر لهم أن تكون بهذا الوضوح...

بالملخص... لا ترهق عقلك عزيزي بالأمور العميقة دائماً؛ فأحياناً تكون الأمور أسهل مما تتوقع... 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة