هل يمكنك أن تشرح لي ما المقصود بعبارة "فرط التأنق المميت"؟

1 إجابات
profile/أريج-عالية-1
أريج عالية
educational consultant في freelance (٢٠١٨-حالياً)
.
٢٩ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
    عبارة غريبة حقًّا!. لكنها تحمل في طياتها الكثير. هي تعني أن تموت لاتباعك الموضة في ارتداء الملابس أو استخدام مستحضرات أو أدوات تجميلية، أو حتى تمشيطك لشعرك!. قد تجد ذلك مثيرًا للضحك؛ فكيف سأموت من مجرد ارتدائي ملابس أنيقة؟ أو وضعي لمستحضرات تجميلٍ باهرة؟

      حسنًا حدث ذلك في العديد من القرون الماضية، بسبب الاستخدامات العجيبة وغير المدروسة، والممارسات السّاذجة في تصنيع الملابس والمستحضرات التجميلية وأدوات الزينة. هيا معي في جولة على بعض الملابس التي عرضت أصحابها للموت:

*الموت حرقًا بسبب تنانير التول والفساتين القطنية:

 أثناء جلوس فاني، زوجة الشاعر هنري وادزورث لونجفيلو  في منزلها عام 1861، احترقت بشكل مريع. وفقًا لنعيها، اندلع الحريق عندما "اشتعل عود ثقاب أو قطعة من الورق المحترق قد علق بثوبها". لم يكن ذلك بالأمر الغريب بسبب انتشار الشموع والمصابيح الزيتية والمدافئ لأضاءة وتدفئة المنازل ، كانت التنانير النسائية ذات الأطواق العريضة والفساتين القطنية والتول المتدفقة تشكل خطر الحريق، على عكس ملابس الرجال الصوفية الأكثر إحكامًا.

* ملابس مميتة:

أدت الجوارب المصنوعة من أصباغ الأنيلين إلى التهاب أقدام الرجال وتسبب في تقرحات لعمال الملابس وحتى وصل الأمر للإصابة بسرطان المثانة.

* التنورة المتعرجة:

كانت تلك التنورة من صيحات الموضة العنيفة في أوائل القرن العشرين ، مع أنها تشّل حركة مرتدياتها، حيث تم تجميع التنورة بإحكام حول خصر وأرجل من ترتديها. في منطقة إيري بنيويورك، وفي عام 1910، تعرضت إيدا جوييت البالغة من العمر 18 عامًا للتعثر بتنورتها عند عبورها الجسر، فسقطت على جانبها وكسرت بعضَا من أطرافها. كما دُهست امرأة فرنسية في مضمار سباق للأحصنة وماتت، حيث انطلق حصان هائج بين الحشود التي استطاعت الهرب، إلا هي لم تستطع ذلك فقتلها.

* قبعات مطلية بالزئبق:

قام صانعو القبعات في القرن الثامن عشر بتحويل الجلود الخام إلى لباد مرن يمكن تشكيله إلى ثلاثيات منحنية وقبعات علوية. لكن مع التدخل الكيميائي في عملية التصنيع تلك باستخدام الزئيق والحمض ، مما يؤدي غالبًا إلى مرض خطير أو وفاة الشخص الذي يطبقه. كان من أولى الأعراض وجود مشاكل عصبية مثل الارتعاش، ثم كانت هناك المشاكل النفسية. كما أصيب العديد من صانعي القبعات بمشاكل تنفسية قلبية وفقدوا أسنانهم وماتوا في سن مبكرة.

* أمشاط الشعر المتفجرة:

تم صنع أمشاط الشعر في أواخر القرن التاسع عشر من مادة السيليلويد؛ وهي نوع من أنواع البلاستيك الأولي، كبديل رخيص وأقل ضررًا من استخدام أمشاط العاج التقليدية. ولكن تركيبها الكيميائي- خاصة في الأصناف الأرخص- جعلها حساسة للغاية للحرارة، ومن ثم ّ كان الجلوس بالقرب من النار أو استخدام ملاقط تجعيد الشعر قد يجعل المشط يشتعل من تلقاء نفسه- بل قد ينفجر! لقد سببت للنساء حروقاً في فروة الرأس ورقعاً صلعاء، وعندما كانت توضع في واجهات المتاجر في وهج الشمس، كانت تنفجر وتُشعل النيران في نوافذ تلك المتاجر.  كما ذكرت إحدى الصحف أن رجلاً لديه مشط سيليلويد فقد حياته "بينما كان يعتني بلحيته الرمادية الطويلة". وفي بروكلين، انفجر مصنع  تلك الأمشاط.

* مستحضرات تجميل سامة:

كان من علامات الثراء في أواخر القرن الثامن عشر حصولك على بشرة فاتحة بيضاء، حيث تدل أنك لا تعمل في لهيب الشمس الحارق. كانت مساحيق التجميل مرتكزة على الرصاص، الممزوج بالخل أو روث الحيوانات، لتمنح الجلد لون البورسلين الأبيض المرغوب فيه، لكنها كانت تسبب تآكله أيضاً، مما تسبب في تقرحات الوجه. كما أدى لتكوين الكثير من التجاعيد بسبب تجفيفه للجلد. والأكثر إثارة للقلق أنها كانت تُسمم مستخدميها ببطء، فتسبب تساقط الشعر والأسنان، والصداع، والشلل العضلي والتقلبات المزاجية قبل أن يقتلهم تسمم الرصاص. كما تسبب في تلف الدماغ ، وتدمير الجهاز العصبي، وفقدان الشهية ، وفقر الدم، وطعم معدني ثابت في الفم، والأرق. ومن الغريب أن معاصم بعد السيدات كانت تلتف للخلف. ويشتبه البعض في أن تسمم الدم الناجم عن طلاء الوجه السام أدى إلى وفاة الملكة إليزابيث الأولى التي كانت تستخدمه بكميات كبيرة لإخفاء ندوب الجدري. وفي عام 1878 ، ماتت السيدة راشيل، وهي امرأة كانت تكسب عيشها من بيع مستحضرات التجميل القاتلة.

  أعتقد الآن ومع التقدم الكيميائي والطبي والصناعي، أصبحت هذه الممارسات أقل وطأة، كما أن المتابعين للموضة اصبحوا أكثر احتراسًا ووعيًا عن ذي قبل.

للتعرف على ممارسات " فرط التأنق المميت" الأخرى، تابع الروابط التالية:

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 3 شخص بتأييد الإجابة