هل يمكنك أن تشرح لي كيف كانت آلية عمل مونتاج الأفلام قديماً في ظل غياب الكمبيوتر؟

1 إجابات
profile/ياسمين-الشلالده
ياسمين الشلالده
اللغة الفرنسية / مبتدئ
.
١٢ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
 

 

 

أصبح من الشائع القول إن برامج الكمبيوتر هي الحل لكثير من مستخدمي الكمبيوتر وذلك لتنوعها وتعددها لتناسب احتياجات مستخدمي الكمبيوتر المختلفة، فمثلاً برنامج Adobe Premiere Pro”"   يستخدمه العديد من محرري الأفلام مع برامج أخرى مثل After Effects في تحرير الفيديو (المونتاج) في وقتنا الحالي، ولكن هل تساءلت يوماً كيف كانت عملية مونتاج الأفلام قديماً في ظل غياب الكمبيوتر؟  

 
لنتحدث قليلاً عن المونتاج كأحد فنون السينما حيث يقوم على وصل اللقطات ببعضها، لينتج فيلماً سينمائياً كما نراه على شاشات السينما. يقوم محرر الفيلم باختيار اللقطات المناسبة وربطها معاً بطريقة فنية لجذب المشاهد وإمتاعه، كما يقوم بتحديد طول ومكان وتوقيت كل لقطة، يضاف إلى ذلك الشريط الصوتي المناسب بعد الانتهاء من المراحل السابقة. 


لا بد وأن كل من يهتم بالسينما أو يعمل بها على دراية بأن السينما قد مرت عبر مراحل مختلفة منذ الأخويين لوميير اللذين اتبعا أبسط الطرق في فيلمهما لعمال يخرجون من المعمل عام 1895، وذلك بتثبيت آلة التصوير حتى نهاية الفيلم. 

أما بالنسبة للحركة في الأفلام وقتها فكان يكفي وجود أي حدث عام متحرك كتحرك قطار مثلاً لتلبية المطلوب. أي أن الحركة في اللقطة كانت العنصر الوحيد لإمتاع المُشاهد. 

لنعد بذاكرتنا للوراء، لأفلام جورج ميليس المليئة بالخدع السينمائية المبدعة في وقتها وكيف طور السرد القصصي في الفيلم من مجرد لقطة واحدة متصلة إلى سرد قصصي مبدع. وكل ذلك بدأ معه بمحض الصدفة عندما مر من أمام الكاميرة باص وحدث مشكلة للكاميرة فتوقفت، وبعدها عربة أخرى، وعندما عادت الكاميرة بتشغيل نفسها، اكتشف جورج طريقة النقل المفاجئ للحركة في المونتاج حيث يقوم بإخفاء الممثل بإيقاف الكاميرة وإزالة الممثل ثم تكملة المشهد من دون تحريك الكاميرة، واستمر باستخدام هذه الحركة في الكثير من أفلامه. واعتمد في أفلامه على اللقطات الثابتة الواسعة، ولابد دائماً من وجود عيب ما في بعض الطرق وكان العيب في أفلام ميليس هو تثبيت آلة التصوير دائماً على مسافة معينة من الممثلين ومواجهة المنظر الخلفي مباشرة مثلها مثل حال المتفرج في صالة المسرح. 

بعد ذلك بدأ العديد من المخرجين بالخروج عن الطرق القديمة وابتكار طرق معالجة مختلفة تماماً عن سابقاتها. 
 
استمر التطوير في الأفلام متعددة اللقطات في عام 1899-1955 في مدرسة برايتون في إنجلترا التي تأسست من قبل جورج ألبرت سميث و جيمس ويليامسون. ولا ننسى تقنية التحرير ل كوليشوف الروسي التي توضح كيف يربط الدماغ البشري بوجود صلة بين اللقطات التي تعرض على التوالي. وكذلك بودوفكين الذي وضع خمس تقنيات لا تزال تمثل أساس القطع في العصر الحديث، والذي كان يعتقد بأن أهم وظيفة لكل من الكاتب والمحرر هي "التوجيه النفسي" للمتفرج. 

عندما بدأ احتياج صناع الأفلام للمونتاج كانوا يقومون بقص الشريط السينمائي، واستخدموا آلة Movie olla، ثم آلة Steen beck في السبعينات. 

لنفهم تاريخ المونتاج جيداً لابد أن نعود للمصدر الأول وهو التلفزيون عندما قامت ال "BBC" بعمل عرض مباشر على التلفاز، وبعد سنوات من وجود العديد من المشاكل، في عام 1956 وبجهد دام لخمس سنوات لعدة مهندسين في  AMPEX   أنشاؤوا أول VIDEO TAPE. كانت عملية رؤية شريط الفيلم تصبح واضحة عندما ينظر إليها المحرر من مجهر مايكروسكوب لقطع الشريط عرضياً عند الخط المحدد سابقاً، وبعدها يقوم بعمل اعادة نسخ ومن دون أن يستطيع النظر إلى أي صورة من صور الشريط السينمائي. 

جاء بعد ذلك التحرير بشكل طولي وذلك باستخدام قرصين فيديو ويمكن تحويل الفيلم من قرص لآخر وإنتاج عرض من قطعات مختلفة وراء بعضها البعض. 

في عام1963 أنتجتAMPEX   وبنفس التقنية المسماة Editec system   شريط فيديو ملفوف أسهل من السابق. 

في عام 1967 ومع وجود (SMPTE Time code) أصبح من السهل على المحررين تحديد أي Frame  على الشريط وبالصيغة التالية : 
---
                               ساعة: دقيقة: ثانية: عدد الإطارات التي يتم عرضها في الثانية (frame)  

وهكذا نرى كيف تم كل هذا التطور في طريقة المونتاج عبر 50 سنة. 

والآن في عصر تحرير الفيديو غير الشريطي نجد كم أصبح التحرير أكثر سهولة ومرونة وتستطيع القص والتعديل والتغيير ولا حاجة للنسخ من شريط لآخر، وتحتاج لكمبيوتر سريع ولديه مساحة تخزين عالية. 

“CMX 600” أول جهاز في عصر التحرير غير الشريطي عام 1971، أما في عام 1989 أصبح “AVID/1” البرنامج الأفضل للمونتاج في هوليوود. عمل المهندسون في عام 1993 على بعض الإضافات المميزة لنظام AVID. 

أول فيلم تم انتاجه على AVID  عام 1993 فيلم (lost on Yonkers)  ، وأول أوسكار لأفضل مونتاج كانت ل المحرر Walter Murch  عام 1996 على AVID. 


كل هذه السنوات عمل المهندسون على تطوير آلات وبرامج وأنظمة من أجل الحصول على أفضل الطرق للتحرير السينمائي. وسلموا المقود للمبرمجين، علماء الكمبيوتر والرياضيات. 

في التسعينات بدء المبرمجون بتنزيل برامج تعديل مثل Adobe Premiere Pro, Media 100. 


نحن الآن وبكل بساطة نستخدم بسبب جهود العديد والعديد من المهندسين والمبرمجين والمخترعين ورواد السينما عبر هذه السنوات القليلة السابقة برامج متطورة وذكية. كل لحظة وكل مرحلة وكل تطور وكل اختراع وإضافة جديدة هي بمثابة أدوات ثابتة لمساعدتنا نحن عشاق السينما وصانعي السينما لتحقيق ما نصبو إليه.  

 

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 4 شخص بتأييد الإجابة