عندما ننظر للمادة في الكيمياء؛ وهي كل ما يشغل حيز في الفراغ ويمتلك كتلة، سنجد أن المواد تنقسم لمادتين، المواد النقية والتي تتكون من عناصر ومركبات، والمخاليط التي قد تتكون من محاليل أو مخاليط غير متجانسة. وهناك فرق واضح ما بين المركب الذي هو مادة كيميائية نقية ناتجة عن ارتباط العناصر أو العناصر والمركبات معًا ضمن نسب محددة، وبين المخلوط الذي هو مادة ذات تركيب فيزيائي بأي نسب كانت لمواده المترابطة معًا.
المركبات منظومة مزيجية من عناصر مختلفة كيميائيًا بنسب محددة ومعينة، بحيث تظهر بخصائص جديدة مختلفة تمامًا عن المواد التي تكونت منها. فتصوّر أن ملح الطعام أو كلوريد الصوديوم يتكون من تفاعل مادة فضية اللون متفجرة عند ملامسة الماء وهي الصوديوم، مع غاز أخضر مصفّر سام وهو الكلور. كما أنّ تجمع المواد في المركب وارتباطها يتم بواسطة روابط كيميائية محددة منها الروابط الأيونية أوالتساهمية أوالفلزيّة يصعب فصلها بسهولة في الغرفة العادية، وتحتاج إلى طرق صعبة ومعقدة عند الحاجة إليها في المختبرات أو المصانع الكيميائية.
يمكن للخليط أن يتكون بوضع أي مواد بكميات غير محددة، دون حدوث تفاعل كيميائي، مما يساعد المواد المخلوطة على الاحتفاظ بخصائصها. كما يمكن فصل معظمها والعودة إلى ما كانت عليه بالطرق الفيزيائية العادية مثل الغربلة أو الترويق أو الترشيح أو باليد أو بالمغناطيس أو بالتقطير. المخلوط أو الخليط غير المتجانس يمكن تمييز مكوناته بسهولة بسبب وجودها ضمن شكل وحجم وحالة مختلفة مثل خليط المكسرات، أما الخليط المتجانس أو المحلول تذوب به مكونات المادة المذابة- الأقل كميةً- داخل دقائق المذيب- الأكبر كميّةً- بانتظام، فيصعب تمييز مكوناته بسهولة.
مما سبق نجد أن المركب يختلف عن الخليط بطريقة تشكلهما، فالمركب تكوينه كيميائي ضمن روابط كيميائية بنسب محددة، أما الخليط يتشكل بالخلط الفيزيائي للمواد بنسب غير محددة. يصعب فصل مكونات المركب عكس الخليط. يعد المركب مادة نقيّة ويؤدي لتشكيل مادة أو موادجديدة لا تشبه في خصائصها المواد المتفاعلة، بينما الخليط هو مادة غير نقيّة وتتشابه خصائصه مع خصائص مواده. تكون المركبات دومًا متجانسة فلا يمكن تمييز مكوناتها، أما المخاليط فإما أن تكون متجانسة أو غير متجانسة.
المراجع:
62 مشاهدة
