خلال أيام دراستي في الجامعة، دائما ما كنت أعاني من ضياع الوقت وعدم استغلالي له بالشكل الصحيح، كنت أحاول ان استفيد قدر الإمكان من وقت الدراسة، و تنظيم مواعيد محاضراتي، لكن كل محاولاتي كانت تبوء بالفشل، فغالباً ما كنت أشعر بالضياع و تفويتي للعديد من الساعات الدراسية و عدم قدرتي على تنظيم جدول أعمالي اليومية.
لكن بعد تفويتي لإختبار الكيمياء بسبب تأخري في المواصلات إلى الجامعة، اتخذت قراري حيث أنني عقدت العزم على ترتيب الفوضى التي تعجُ بحياتي و البدء في تنظيم وقتي بشكلٍ جدي.
وخلال بحثي عن طرق لتنظيم الوقت و ترتيب جدول أعمالي اليومية، مرت أمامي ملاحظة لأحد مدربين اليوغا والتأمل، كان يشرح من خلالها أهمية الإستيقاظ المبكر، و فوائده العديدة و الطاقة الإيجابية التي يجذبها من الكون و يضعها في هالة الطاقة المحيطة بالفرد، لتصبو به نحو النجاح و التقدم و تعيد ترتيب فوضى حياته.
أعجبتني هذه الطريقة كثيراً لما تحمله من فوائد و آثار إيجابية واتخذتها تحدياً لنفسي، لأنني على الأغلب من الأشخاص الذين لا يحبذون الإستيقاظ المبكر، بدأت في تنفيذ هذه الطريقة في البداية واجهت صعوبةً في تنفيذ الأمر، و لكنني كنت مُصرةً على الاستمرار.
كنت استيقظ قبل شروق الشمس بلحظات أتوجه مباشرة لفتح نافذتي، لتدخل عندها نسمات الصباح إلى غرفتي أجلس على الارجوحة المعلقة بالقرب من نافذتي، واحتسي فنجان قهوتي، لأبدء بمراجعة بعض من أوراق محاضراتي و تجهيز جدولي اليومي، كانت نسمات الهواء تحمل معها شعوراً بالاطمئنان و السكون لتحيي معها سنابل الأمل في داخلي.
مع تكرار ممارستي لهذه العادة لاحظت أثرها بشكل جوهري في حياتي، فلم أعد أشعر بأن يومي قصير و تحسن ادائي بشكل ملحوظ في المحاضرات بسبب تحضيري للدروس بشكل يومي وارتفع مستوى تحصيلي الدراسي، و انتظمت مواعيد نومي، و أصبحت اهتم أكثر بالاستفادة من الوقت للتخطيط، ووضع الأهداف، وإدارة المهام المُراد إنجازها.
يمكنني القول بأن هذه العادة غيرت من حياتي بشكل كامل، كأنها تمدني بالطاقة التي تدفعني نحو النجاح، لذلك برأيي ان تحاول بدء يومك من ساعاته الاولى، و تدع نسمات الصباح تمحو كل ألم يسكن قلبك و ابدأ صباحك بإبتسامة، دع الحياة تشرق بألوانها الزاهية لتفتح لك نافذة الأمل، عِش يومك ولا تضيعَ أجمل لحظات العمر في التفكير والقلق بل حاول ان تستغل كل دقيقة من حياتك و تملأها بالسعادة و الأمل.