هل يمكنك أن تخبرني عن بعض الأعمال الشعرية التي أعجبتك لمحمود درويش؟

1 إجابات
profile/ندى-ماهر-عبدربه
ندى ماهر عبدربه
مدربة فنون تشكيلية في مؤسسة بصمة فن الثقافية (٢٠١٩-حالياً)
.
٢٤ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
“لكل شيء في مهب الريح قافية يعلمني الغياب دروسه: لولا السراب لما صمدت و في الفراغ فككت حرفا من حروف الابجديات القديمة و اتكأت على الغياب فمن أنا بعد الزيارة؟ 
طائر؟ أم عابر بين الرموز و باعة الذكرى؟ كأني قطعة اثرية وكأنني شبح تسلل من يبوس”. 
من خلال هذه الكلمات يعبر محمود درويش في كل عمل شعري يكتبه عن الحنين في طياته، وكأنه يترأس الحان الكلمات. 
الحنين الذي فُرض على قلم محمود درويش منذ ان خط اول حرف في الكلمة، ما يلفتني بنصوصه الشعرية هو طريقة تصويره لمشاعره و أسلوبه و الصور الفنية و الشعرية التي تشرح ما يدور بداخله بكل شفافية، يعجبني ما كتب لتأبين قصة حبه المستحيلة بحبيبته ريتا عندما كتب عنها: ” إني أُحبك رغم أنف قبيلتي ومدينتي وسلاسل العادات ، لكني أخشى إذا بعت الجميع تبيعيني فأعود بالخيبات “.
وحين اكتشف أنها من مخابرات الموساد الأسرائيلي قال: “شعرت بأن وطني أُحتل مرة اخرى” ليصف مدى اغترابه و نفيه الى غياهب ظلام الاحتلال ليضيف بعدها قائلاً :بين ريتا وعيوني، بندقية
والذي يعرف ريتا، ينحني ويصلي
لإله في العيون العسلية
وأنا قبَّلت ريتا
عندما كانت صغيرة
وأنا أذكر كيف التصقت بي،
وغطت ساعدي أحلى ضفيرة
وأنا أذكر ريتا
مثلما يذكر عصفورٌ غديره
آه ... ريتا
بيننا مليون عصفور وصورة..
يصف بعدها مدى انفطار قلبه قائلاً :
"رُبما لم يكن شيئاً مهمًا بالنسبة لك يا ريتا ، لكنهُ كان قلبي" 
بهذه القصائد استطاع محمود درويش ان يصف حكاية حبه المستحيل و يعاتب بها العالم وليس ريتا وحدها، لكن حبه لوطنه كان اكبر من اي مشاعر يحملها بداخله، لذلك ودع حبيبته قائلاً :
قلتُ: الوداع لما يأتى ولا يصلُ
ورحتُ أبحثُ عمّا غابَ من قمري
دعْ عنكَ موتكَ .. وارحل أيها الرجلُ
وارحل وهاجرْ وسافرْ داخلَ السَفَرِ
ليس المكان مكاناً حين تفقدُهُ
ليس المكان مكاناً حين تنشُدُهُ
وكُلّما حطَّ دوريٌّ على حَجَرٍ
بحثتَ للقلب عن حوَّاءَ تُرْشِدُهُ
وكلما مالَ غُصْنٌ صحتُ: كم عَدَدُ الهجراتِ؟
 كم عدد الأموات يا عَدَدُ 
بتلك الكلمات يضع محمود درويش نقطة في نهاية سطر حكايته، و يمضي بعدها مهاجرا نحو المنفى. 

من وجهة نظري تلك الحكاية التي وصفها محمود درويش انها محفورة عميقاً في جسده، خلفت وراءها اجمل القصائد التي اعتبرها من أفضل الاعمال الشعرية على الاطلاق من خلالها استطيع التنقل بين تفاصيل الحكاية، التي تلامس بداخلي العديد من الأحاسيس لتفتح معها ابواب الذكريات بدون استئذان. 
     


  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 3 شخص بتأييد الإجابة