هل يلزم لبس الحجاب لسجدة التلاوة، وهل يجوز أن ندعي بها؟

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
الفقه وأصوله
.
٠٩ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
الأرجح أنه لا يشترط على المرأة لبس الحجاب وتغطية عورة الصلاة لسجود التلاوة ما دامت خارج الصلاة، أما مسألة الدعاء فيها فيجوز مثلها مثل سجود الصلاة.

وتفصيل ذلك:

أولاً: مسألة اشتراط تغطية عورة الصلاة بالنسبة للمرأة في سجود التلاوة:

من المعلوم أنه يجب على المرأة تغطية جميع جسدها في الصلاة باستثناء وجهها ويديها بالاتفاق، واختلف العلماء في قدميها فقط، وهذا في غير حضرة الأجانب.

فإذا صلت المرأة وقرأت آية فيها سجود تلاوة وسجدت في الصلاة فمن باب تحصيل الحاصل أنها ستكون محجبة ولابسة لباسها الشرعي كاملاً.

أما إذا قرأت المرأة القرآن خارج الصلاة ومرت آية بها سجدة تلاوة فقد اختلف العلماء هل يجب عليها لبس لابسها الشرعي كاملاً أو لا، استناداً إلى خلاف في مسألة هل سجدتي التلاوة تعتبر صلاة وتأخذ حكمها وتشترط لها شروطها؟

- ذهب جمهور العلماء من الأئمة الأربعة إلى أنها تأخذ حكم الصلاة ويشترط لها شروطها، وذكروا في كيفتها أن لها تكبيرة إحرام وسلاماً في آخرها، وعلى ذلك يشترط الطهارة واستقبال القبلة وستر عورة الصلاة.

وبناء على هذا القول لا يجوز للمرأة أن تسجد سجدتي التلاوة إلا وهي بحجابها الشرعي الكامل كما لو كانت في الصلاة، ولا تصح سجدتي التلاوة بدون ذلك.

- وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية ومن وافقه إلى أن سجدتي التلاوة لا تعتبر صلاة ولا يشترط لها شروطها شأنها شأن سجدتي الشكر، فليس فيها إحرام ولا سلام، وعلى ذلك فلا يشترط لها الطهارة ولا استقبال القبلة، ولا يجب على المرأة أن تغطي عورة الصلاة بل تصح منها بدون ذلك.

واستدل لذلك بما روي عن ابن عمر رضي الله عنهما من عدم اشتراط الطهارة لسجدتي التلاوة، وما روي عن البعض من سلف في ذلك كما روي الإمام الشَّعْبِيِّ فِي مَنْ سَمِعَ السَّجْدَةَ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ يَسْجُدُ حَيْثُ كَانَ وَجْهُهُ.

وهذا القول هو الأرجح والله أعلم.

ولكن لا شك أن الأولى والأفضل ولا شك أن تكون المرأة بلباسها الشرعي الذي يستر عورة الصلاة عند سجودها سجود التلاوة،
من باب الأدب مع الله وإجلالاً لكلامه، وخروجاً من خلاف العلماء في نفس الوقت.


ثانياً: مسألة الدعاء في سجود التلاوة:

يجوز الدعاء في سجود التلاوة بما شئت، فهو سجود كسائر السجود وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، ويشمله قول النبي عليه السلام (وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم).

وقد روي في الحديث أن هناك دعاءً خاصاً بسجود التلاوة وهو (اللَّهُمَّ اكْتُبْ لِي بِهَا عِنْدَكَ أَجْرًا، وَضَعْ عَنِّي بِهَا وِزْرًا، وَاجْعَلْهَا لِي عِنْدَكَ ذُخْرًا، وتقبَّلها منِّي كما تقبَّلتَها من عبدِكَ داودَ).

أو (سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ فتبارك الله أحسن الخالقين).

والله أعلم.




  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة