هل يعد القبول النفسي شرطا يأخذ به مع الدين والخلق للقبول بعريس

2 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٣ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
نعم بل هو من أهم الشروط والأمور التي يجب أن تتوفر في الزوجين بحيث كلاً منهما يرتاح للآخر من الناحية النفسية.

- وهذا لا يتعارض مع النصوص الشرعية التي حددت الأربع صفات أو خصائص تنكح المرأة لأجلها وهي الجمال والمال والحسب والدين، كذلك لا تتعارض مع النص الشرعي الذي حدد قبول زواج الشاب أو الخاطب وهي الدين والأمانة والخلق.

 - وقد ثبت عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا خَطَبَ أَحَدُكُمْ الْمَرْأَةَ فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى مَا يَدْعُوهُ إِلَى نِكَاحِهَا فَلْيَفْعَلْ " قَالَ جابر: فَخَطَبْتُ جَارِيَةً فَكُنْتُ أَتَخَبَّأُ لَهَا حَتَّى رَأَيْتُ مِنْهَا مَا دَعَانِي إِلَى نِكَاحِهَا وَتَزَوُّجِهَا فَتَزَوَّجْتُهَا". (أخرجه أبو داود)

- ولهذا نجد النبي صلى الله عليه وسلم عندما خطب جابر بن عبدالله رضي الله عنه امرأة من الأنصار سأله هل نظرت إليها؟ قال جابر لا، قال: "فاذهب فانظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئاً" (أخرجه مسلم) وفي رواية قال:"فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا".

- فهذه النصوص تحث كلاً من الخاطبين على أن ينظروا إلى بعضهم البعض النظرة الشرعية ضمن الضوابط التالية:

الضابط الأول:
أن يكون النظر ضمن وجود محارمها، أو ممكن أن ينظر إليها من خلال صورة محتشمة تجلبها له إحدى الأخوات الثقات وتعيدها بعد النظر إليها.

الضابط الثاني: أن يكون النظر بلا شهوة، فإن نظر لشهوة فإنه يحرم؛ لأن المقصود بالنظر الاستعلام لا الاستمتاع.
الضابط الثالث: أن يغلب على ظن الخاطب أنه يريد هذه الفتاة.

الضابط الرابع: أن ينظر إلى ما يظهر غالباً وهو الوجه للجمال، واليدين لنحافة الفتاة أو سمانها.

الضابط الخامس: أن يكون جاداً وعازماً على الخطبة، أي: أن يكون نظره نتيجة لعزمه على أن يتقدم لهؤلاء بخطبة ابنتهم، أما إذا كان يريد أن يجول في النساء، فهذا لا يجوز. فبعض الشباب قد يدخل عشرات البيوت، حدثني زميل لي أن شاباً زارهم لأجل خطبة ابنته فأول ما جلس قال هذا عاشر بيت أدخله! فقال له صاحب البيت اشرب قهوتك ومع السلامة لا يوجد عندي بنات للزواج! لأن بنات الناس ليست للنظر والاستمتاع وكل يوم ترى فتاة وتبحث عن غيرها!!

الضابط السادس: وهو عدم خروج الفتاة أمام الخاطب بكامل زينتها ومتبرجة ومتعطرة ومكتحلة فهذا محرم شرعاً! لأنه ليس المقصود أن يرغب الإنسان في جماعها حتى يقال: إنها تظهر متبرجة، فإن هذا تفعله المرأة مع زوجها حتى تدعوه إلى الجماع، ولأن في هذا فتنة، والأصل أنه حرام؛ لأنها أجنبية منه، ثم في ظهورها هكذا مفسدة عليها؛ لأنه إن تزوجها ووجدها على غير البهاء الذي كان عهده رغب عنها، وتغيرت نظرته إليها، لا سيما وأن الشيطان يبهي من لا تحل للإنسان أكثر مما يبهي زوجته!!

- ولهذا تجد بعض الناس والعياذ بالله عنده امرأة من أجمل النساء، ثم ينظر إلى امرأة قبيحة شوهاء؛ لأن الشيطان يبهيها بعينه حيث إنها لا تحل له، فإذا اجتمع أن الشيطان يبهيها، وهي أيضا ـ تتبها وتزيد من جمالها، وتحسينها، ثم بعد الزواج يجدها على غير ما تصورها، فسوف يكون هناك عاقبة سيئة.

- وعليه:
فبعد الدين والخلق لا بد من القبول النفسي الذي يعتبر من أهم الأمور التي يجب أن تراعى بين الخاطبين، لأن الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف، ونرى اليوم ونسمع عن كثير من الحالات التي أدت بالزوجين إلى الانفصال بسبب عدم التوافق النفسي بينهما.

- لذلك ما تقوم به دائرة قاضي القضاة الأردنية ومعهد القضاء الشرعي والمحاكم الشرعية من دورات تأهيلية للمقبلين على الزواج وخاصة تحت سن الثامنة ضروري وهام جداً ومن محاور هذه الدورات العمل النفسي بين الزوجين.

- وبالتالي يجوز الفسخ أو الطلاق بسبب عدم التوافق النفسي كما تقرره المحاكم الشرعية المختصة. 

profile/إنعام-عبد-الفتاح
إنعام عبد الفتاح
بكالوريوس في أصول الدين (٢٠٠١-٢٠٠٥)
.
٠٣ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 القبول في الزواج يعني شعور كلا الطرفين بالارتياح للارتباط بالآخر، وأنه سيكون سعيداً إذا قضى معه باقي عمره.

وجميعنا متفقون أن الدين والخلق هما الأساس الذي يبنى عليه اختيار الزوج أو الزوجة، ولكن هناك معايير أخرى لا بد منها لزواج ناجح مستقر  من أهمها القبول والارتياح النفسي، فالأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف،

  وعليه فإن عدم وجود القبول والارتياح بين الطرفين سببٌ معتبرٌ شرعاً في عدم الموافقة على الزواج،

كما يؤكد الدكتور "أحمد وسام" أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، حيث يقول(( أن فسخ الخطوبة بسبب عدم التوافق أو الارتياح النفسي جائز شرعاً، ولهذا شرعت الخطبة وليس فيه ظلم لأي من الخطيبين حتى ولو جمع كل الصفات الحسنة )) 
لأن عدم وجود القبول والارتياح من البداية له مفاسد وأضرار جمّة على استقرار ودوام الزواج، وسعادة الزوجين، وحتى على الأبناء مستقبلاً .


وهذا القبول يأتي من طريق الرؤية الشرعية في غير خلوة، كالنظر من بعيد أو في وجود الولي، حيث تتآلف الأرواح،

 فعن المغيرة بن شعبة  رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم له لما خطب: " فانظر إليها , فإنه أحرى أن يؤدم بينكما " (رواه الترمذي)  أي أدعى أن تحدث المودة بينكما وتدوم. 

و عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا خَطَبَ أَحَدُكُمْ الْمَرْأَةَ فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى مَا يَدْعُوهُ إِلَى نِكَاحِهَا فَلْيَفْعَلْ "  قَالَ جابر: فَخَطَبْتُ جَارِيَةً فَكُنْتُ أَتَخَبَّأُ  لَهَا حَتَّى رَأَيْتُ مِنْهَا مَا دَعَانِي إِلَى نِكَاحِهَا وَتَزَوُّجِهَا فَتَزَوَّجْتُهَا. ( أخرجه أبو داود)

 وفي حديث أبي هريرة قال " كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل فأخبره أنه تزوج بإمرأة من الأنصار, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أنظرت إليها؟ "  قال: لا, قال: " فاذهب فانظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئاً " ( أخرجه مسلم)


 وكما يقول الدكتور جاسم المطوع المختص بالاستشارات الأسرية: " عدم الارتياح القلبي للخاطب، ورفضه من دون أسباب حقيقية سوى لشعورٍ في النفس وانقباضٍ في القلب  أمرٌ يجب أن لا يتجاهل بل يؤخذ بعين الاعتبار"


ومن مخاطر عدم القبول النفسي في الزواج: 

1 - زيادة المشاكل بين الزوجين في كل صغيرة وكبيرة.

2 - ندرة التعبير عن المشاعر، وإهمال الزوجين لبعضهما، وعدم أدائهما الحقوق الشرعية لبعضهما، فيفقدا بالتدريج تماسك الكيان الأسري .

3 - تجنب الكلام والحوار والنقاشات بينهما  حتى فيما يتعلق بالأسرة والأبناء مما يزيد الحاجز بينهما . 

4 - شعور كل منهما بالاحباط والاكتئاب 

5 - نشأة الأطفال في أجواء ونفسية وتربوية  صعبة وسيئة جداً، مما يجعلهم يعانون من الاضطرابات النفسية لما يسشعرونه من نفور والديهما من بعضهما .


ولا يجب الاعتقاد  أن الامور  تتحسن بعد الزواج، وأن القبول والارتياح سيكون بعد الزواج، لأن هذا مجرد ظن  ولا تُينى العلاقات الأسرية على الظنون غير الغالبة!