قد يوحي المظهر الضخم لوحيد القرن أنه مفترسا، ولكنه في الواقع ليس مفترسا، وهو من الحيوانات التي تُفضّل تجنّب البشر، وكأي حيوان فإنه سيدافع عن نفسه وتزداد حدّة طباعه عندما يشعر بالخطر، وهنا تجدر الإشارة إلى أن حاسة البصر لديه ضعيفة بينما تكون كل من حاسة الشم والسمع قويّتان.
ومن المثير للدهشة أنّ وحيد القرن على ضخامة حجمه يأكل النباتات فقط حيث يمتلك وحيد القرن الأسود شفاها طويلة؛ فيستطيع أكل الأوراق والفاكهة من الأشجار العالية بخلاف وحيد القرن الأبيض الذي يتمتّع بخطم مستوٍ، فيقترب من الأرض لتناول الأعشاب.
ومما أعتقد أنك تود معرفته هو دور وحيد القرن في تحقيق الاتزان البيئي حيث أن وجوده يحمي الحياة البرية في السهول والغابات العشبية من خطر الحرائق التي ترتبط بظاهرة الاحتباس الحراري؛ فالحيوانات آكلة الأعشاب كوحيد القرن تعمل على تقليب التربة التي تحتوي على مواد قابلة للاشتعال.
كما أشارت العديد من الدراسات أن وحيد القرن يتغذى على النباتات والشجيرات الصغيرة الموجودة في السهول الجليدية في القطب الشمالي، والتي نبتت بفعل ارتفاع الحرارة فيها وتعمل على امتصاص الحرارة، وتطلِق الكربون والغازات الأخرى؛ مما يساهم في ارتفاع درجات الحرارة.
ومن الجدير بالذكر أنه يعتبر من الثدييات الكبيرة، وأن سرعته تصل إلى 45 كم/ساعة، فهو على الرغم من ضخامة حجمه إلا أنه من الحيوانات المرنة.
وتتراوح مدة حمل أنثى وحيد القرن (15-16) شهر، ويبلغ وزن صغيرها (العجل) عند ولادته (40-64) كم. كما أن أنثى وحيد القرن تتكاثر كل سنتين ونصف.
ومن المعلوم أن هذا الحيوان يواجه خطر الانقراض؛ لما يتعرّض له من الصيد الجائر حيث يتم استخدام قرونه في الطّب الشعبي.
62 مشاهدة
