هل يعتبر طلب السماح ممن أسأنا الظن به شرطاً لاكتمال توبة سوء الظن

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٢٥ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 لا، لا يشترط طلب المسامحة من أسأت فيه الظن أو إخباره أنك وقع من ذلك، سواء كان هذا أمراً قلبياً وقع في قلبك فقط، ولم تعمل أو تتكلم وفقه، أو وقع منك عمل وفقه كأن كنت اغتبته بناء على هذا الظن أو حذرت منه ونحو ذلك.

وإنما الواجب عليك هو الاستغفار له وتصحيح ما تستطيع إن كنت عملت وفق هذا الظن الذي تبين خطأه، وتمدحه في المجالس التي اغتبته فيها، وتوضح لكل من ذكرت له شيئاً بخصوص هذا الإنسان أنك أخطأت في حقه وليس الأمر كما ظننت.

أما إخبارك لهذا الإنسان الذي اأسأتفيه الظن بهذه الإساءة فإن مضرته أكثر من منفعته وذلك من وجهين:

الأول: إن مثل هذا الإخبار والطلب منه، لربما يدفعه إلى مقاطعتك ورفض طلبك، وبالتالي هجرك والإساءة إليك، وقد يحمل الكلام أكثر مما يحتمل، فتكون ردة فعله غير منضبطة شرعاً، وهذا واقع من كثير من الناس، فيقع تقطيع للأرحام وإفساد أكبر للعلاقات ونشر للبغضاء والشحناء بين الناس، ومفسدة هذا ولا شك أكبر.

بينما لو كنت أبقيت هذا الأمر بعيداً عنه ولم تخبره بما وقع منك واستغفرت له ومدحته وأثنيت عليه وعدت عن خطئك، فقد تحقق المقصود ووناله أجر، وتجنبنا في الوقت نفسه تطور الموقف إلى ما هو أسوأ وأكبر.

الثاني: أنه حتى لو سامحك فإذا هذا سيحزنه ولا شك، ولن يكون سعيداً بما وقع منك، فأنت لم تزد بإخبارك له على إحزانه أو إفساد علاقتك به.

لذلك كانت المصلحة تقتضي تصحيح الخطأ بما ذكرنا من الاستغفار له وتصحيح ما أمكن من خطئك، مع عدم إطلاعه بما جرى، هذا الراجح من أقوال العلماء.

وقد روي في حديث " كفارة من اغتبته أن تستغفر له " ولكن الحديث ضعيف جداً لا يعتمد عليه.

والله أعلم