تتوقف الإجابة بنعم أو لا على طبيعة الزوجة وطريقة المدح ففي حال كان المدح للزوج ظاهر بسبب الشعور بانعدام الأمن والقصور بحيث تحكم هذه المشاعر على الزوجة في كل مرة تمدح فيها الزوج في التجمعات والمناسبات الاجتماعية يمكن القول بأن ما يصدر عنها من مديح للزوج هو شكل من أشكال النقص.
أما في حال كان المدح هو دافع وحافز للزوجة بأن تذكر نفسها بما لديها من ميزات في الزوج ووسيلة للتعبير عن الرضا النفسي والرفاه الشخصي والرضا عن الحياة فهنا لا، لا يمكن أن نعتبر المدح بمثابة عقدة النقص.
تشير الدراسات إلى أن الإنسان عندما يشعر بتدني احترام الذات وتقدير الذات المزمن يستجيب بشكل مختف عن الطبيعي في المواقف الطبيعية، ومن مثل السلوكيات الغير طبيعية التي قد تظهر في المواقف الطبيعية مهاجمة الذات إما بذكر محاسن والتباهي بها ومدحها بطريقة غير طبيعية أو انتقاد الذات، وفي حال كانت الزوجة تمتدح الزوج بطريقة غير طبيعية لا تتناسب مع معطيات الواقع والحالة الحالية، فهنا يمكن القول بأنها تشعر بتدني احترام وتقدير الذات وتحاول الاستجابة لهذا الأمر عن طريق المدح أو المدح اللا طبيعي.
وتشير د. إيمي فلاوزر المعالجة السلوكية، أن تدني احترام الذات قد يظهر ما يسمى بالنبوءة المحققة لذاتها بحيث من خلال مدح الزوجة لزوجها بشكل دائم تحقق ما لديها من نبوءة في الزوج وتصبح تراه أمر حقيقي وبتالي يصبح المدح معزز بسبب مطابقته للواقع، وتحقيقه للشعور بالأمن وإخفاء القصور.
ومن ناحية أخرى في حال كان افتقار الزوجة للحافز للتصرف بما يخدم مصلحتها وأهدافها في الحياة ولجوئها للمدح كوسيلة وكبديل عن الحافز الصحيح يكون هنا المدح إشارة لوجود عقدة النقص.
يشير د. مارتن أي فورد عميد كلية التربية والتنمية البشرية في جامعة جورج ميسون، إلى أن الشعور بالنقص من وقت لآخر أمر طبيعي، والمفتاح في الحكم هو كيفية الاستجابة نحو هذا النفس، إما بفعل ما هو أفضل أو الانغلاق وجعل التفكير محدود، أو الشعور بالغيرة من الآخرين والحط من قدرهم من أجل بناء النفس وهنا في حال كان المدح سببه الشعور بالغيرة والحط من قدر الآخرين يمكن القول بأنه يشكل عقدة نقص.
وفي حال حان المدح مقترن مع الأفكار والمشاعر والسلوكيات والميول التالية يمكن القول بأنه يشكل عقدة نقص:
- التركيز بشكل متكرر على الأفكار المزعجة؛ في حال كان المدح مرتبط وبشكل دائم مع وجود أفكار مزعجة وسلبية في الحديث بحيث يخفي المدح الجانب السلبي ويظهر الإيجابي سيشكل عقدة نقص.
- اللجوء للمدح بدافع الحجل أو الذنب أو الإحراج أو الشعور الداخلي بالهزيمة، في حال توافرت هذه المشاعر مع المدح يمكن القول بأنه شكل من أشكال الشعور بالنقص ووسيلة للشعور بالأمن بطريقة أو بأخرى، وإن كانت مخالفة فعليًا للواقع.
- الشعور بالرغبة بالانسحاب من الحيط المقرب، في حال كان المديح وسيلة للانسحاب من حديث معين مع المحيط المقرب من أهل وأصدقاء، واللجوء للمدح لإغلاق طريق الحديث واستمراره شكل من أشكال الشعور بالنقص أو وجود عقدة نقص.
- الشعور بالمسؤولية اتجاه عيوب الزوج؛ في حال كانت الزوجة تحمل نفسها مسؤولية ما لدى الزوج من عيوب فإن ما سيصدر عنها من عيوب يشكل عقدة نقص.
- وجود توجهات شديدة الحساسية نحو الانتقادات أو المجاملات؛ ففي حال كان المدح الصادر عن الزوجة سببه الحساسية الزائدة نحو انتقادات الزوج وعدم تقبل ما لديه من سلوك غير مقبول أو الشعور بالكمال نتيجة ما يوجه للزوج من مجاملات فإنه شكل من أشكال الشعور بالنقص.