هل يجوز للرجل البقاء مع زوجته في المنزل إذا طلقها للمرة الثانية وبقيت هي مع أولادها

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
١١ نوفمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
إذا طلق الرجل زوجته الطلقة الأولى ثم أرجعها إلى ذمته خلال العدة ، ثم طلقها الطلقة الثانية ، فإن هذه الطلقة تعتبر طلقة رجعية ما دامت في عدتها ، يملك الزوج إرجاعها إلى عصمته وذمته ما دامت في العدة دون رضاها ، وبناء على ذلك فإن زوجته تعتبر في في فترة عدتها من الطقة الثانية زوجته شرعا ، يجب عليه إبقاءها في البيت ولا يخرجها من بيتها  ، كما قال تعالى في أول سورة الطلاق" يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا " .

والحكمة من أمر الله تعالى لنا بإبقاء الزوجة المطلقة رجعيا ( سواء طلقة أولى او ثانية ) في البيت وعدم إخراجها من البيت كما يفعل كثير من الناس في زمننا هذا ، حتى يكون ذلك أدعى إلى إصلاح العلاقة بينهما ، فإن استمرار رؤية الزوج لزوجته المطلقة في البيت ومحاولة تقربها منه قد يرقق قلبه ويذكره بما كان بينهما من حياة واولاد فيدفعه ذلك إلى مراجعة نفسه وإصلاح بينهما ، بينما لو ذهبت إلى أهلها وغادرت البيت فإن ذلك مما سيزيد من اوار المشكلة ويشعل من نارها خصوصا من تدخل اطراف خارجية وكلام الناس ، لذا كانت حكمة الشارع في إبقاء المطلقة الرجعية في بيتها .

أما إذا طلق الرجل زوجته طلقة ثالثة فإنه لا يجوز له إرجاعها إلابمهر وعقد جديدين بعد زواجها من زوج آخر ودخوله بها وطلاقها منه ، وبالتالي فإنها خلال فترة عدتها تعتبر أجنبية عليه وليس له الخلوة بها أو الانفراد بها أو العيش معها ، وإنما تذهب عند اهلها أو يسكنها مع اولادها ، والله أعلم