استغفار المأموم بين الخطبتين هو حسن وهو من باب الاستحسان ففي هذه الساعة ترجى أن تكون ساعة إجابة الدعاء،
- فله أن يستغفر الله تعالى أو يدعو بما شاء من خير الدنيا والآخرة. وهو ليس بواجب.
فلا يجب على المأمومين الاستغفار إذا أمرهم الخطيب به سواء كان بين الخطبتين أو في آخر الخطبة من خطبتي الجمعة،
-فالاستغفار والأمر به جائز ومستحب وأن المواظبة عليه لا تجب، والأولى أن ينشغل المأموم بين الخطبتين بالدعاء أو إن أراد الاستغفار فله ذلك لأنها تعد هذه الساعة كما ذكرنا ساعة ترجى فيها الإجابة.
- يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: المشروع بعد دخول الإمام أن يستمع الناس إلى الخطبة وأن يتابعوا إمامهم، وأن ينتظروا بين الخطبتين الإمام في الخطبة الثانية،
والاستغفار من أعظم القربات والطاعات التي يتقرب بها العبد المسلم إلى الله تعالى، وقد أرشدنا الله تعالى أن نختم كثيرا من الأعمال الصالحة بالاستغفار. كما قال تعالى: كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ*وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ. سورة الذاريات آية: 18،17
- فالمأمومين لهم أن يستغفروا الله أو أن يدعوا ما يشاؤون بدعاء بين الخطبتين، فإن في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئاً إلا أعطاه الله تعالى ما دعا به.
ولا يوجد دعاء مخصوص أو ذكر معين.
- فيدعو الإنسان بما أحب وذلك لأن هذا الوقت كما ذكرنا هو وقت إجابة فإن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر في صحيح مسلم من حديث أبي موسى أنها (ما بين خروج الإمام -يعني دخوله المسجد- إلى أن تقضى الصلاة) فهذا الوقت وقت إجابة فينبغي للإنسان أن يستغل الفرصة بالدعاء بين الخطبتين بما يشاء من خيري الدنيا والآخرة، وكذلك يقال بالنسبة للإمام إنه يدعو بين الخطبتين لكن دعاءً سريا بما يريده من أمر الدنيا والآخرة.
- وعليه فإنه لا بأس على المأموم أن يدعو أو يستغفر أو أن يسبح ويهلل بين الخطبتين لأنه ما هو بمحل سماع، ولأن الخطيب يكون ساكتا قبل الخطبة وبعد الخطبة، لكن في حال قام الإمام للخطبة وجب أن ينصت المصلي ولا يتكلم بشيء وأن يستمع إلى الخطبة إلا إذا مر الإمام بذكر النبي صلى الله عليه وسلم فعليه أن يصلي عليه الصلاة والسلام.
والله أعلم