هل يجب ستر خيانة الأزواج أم فضحها في المجتمع

1 إجابات
profile/الاء-الفارس
الاء الفارس
مشاكل الخيانة
.
١٨ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات

  يشير د. ويلارد إف هارلي المختص في علم النفس إلى أن الكشف عن الخيانة هو الأمر الصحيح، حيث يبين أنه كلما زاد عدد الأشخاص الذين يعرفون ما نفعله في أكثر لحظاتنا خصوصية كلما أصبحنا أكثر أمنًا للآخرين، فعند الإفصاح عن فعل الخيانة الصادر من قبل الزوج أو الزوجة سيصبحون تحت تأثير المراقبة وبتالي سيكونوا أكثر قدرة على ضبط تصرفاتهم، بشكل لا يؤذي الطرف الآخر والشريك.

الإفصاح عن الخيانة الزوجية يقلل احتمال حدوثها واستمرارها عندما يعرف عنها الجميع، فالإفصاح عن الخيانة هنا قد يكون سلوك تأدبي يعمل على توقفها وعدم استمراريتها في حال توفرت عوامل الضمير والحب والحافز.

ويرى د. هارلي أن الإفصاح عن الخيانة وسيلة لتقديم الدعم المناسب للشريك الخائن للتخلص من السلوك، فلابد أن الخيانة لها أسبابها ومن خلا الإفصاح عن وجود هذا السلوك نحن نتحدث ضمنيًا عن الحاجة للدعم لمعالجة الأسباب والشخص.

يمكن للتصريح بالخيانة والإفصاح عنها للمجتمع أن تكون وسيلة للشخص الخائن للتخفيف من حدة الألم الذي تسبب به، لنفسه وللآخرين، حيث يتعرض الشخص الخائن بعد الخيانة لشعور بالكئابة وعدم اتزان في عاطفي وتخبط ما بين التزاماته وما يشعر به، فالتصريح يخفف من هذا الخلل من خلال ما يتلقاه من دعم وتخفيف الحمل عن كاهله.

ويشير د. هارلي أن فضح الخيانة لابد أن تتم عندما يتم إثباتها ووضع خيار أما الزوج بين إنهاء العلاقة واستعادة الزواج، ويكون الغرض من فضح الخيانة ليس الإذلال أو الانتقام وإنما يكون الهدف منها طلب المساعدة والدعم.

وفي المقابل يشير د. هارلي لبعض الاعتبارات التي لا بد عند ملاحظتها عدم فضح الخيانة وهي:

  1. عندما يكون الخائن لديه سلوك عدواني؛ إن الإقدام على فضح الخيانة من قبل شريك عنيف جسديًا قد يلحق الضرر في الزواج والشريك الآخر وقد يعرض حياته للخطر وفي مثل هذه الحالة لا بد من التريث قبل الإفصاح عن الخيانة في المجتمع.
  2. عدم امتلاك الدلائل والحجج والبراهين القاطعة على وجود الخيانة،  وجود الشكوك وحدها دون الدلائل قد يضع الزواج في مهب الريح ويجعله غير ثابت وعرضه للدمار في أي وقت، لانتشار الشك وعدم الثقة، وظهور سلوك الإفصاح عن الخيانة للمجتمع وكأنه سلوك تخريبي للعلاقة الزوجية.
  3. وجود اعتبارات اقتصادية؛ ارتباط أحد الشريكين بالآخر اقتصاديًا قد يمنع الإفصاح عن الخيانة لما يترتب عليه من أمور أهمها وجود صعوبات مالية لأحدهم لاحقًا.

وأرى من وجهة نظر شخصية أرى أن فضح الخيانة الزوجية أو التستر عليها يعتمد على أمور عدة وهي:

  • أسباب لجوء الشريك للخيانة، إن تحديد الأسباب يساعدنا باتخاذ القرار بالتستر أو الفضح، فقد يكون الشريكين سبب في حدوث هذه الخيانة وبتالي التستر والعمل على إصلاح الأسباب بطريقة مشتركة أمر مهم في حال عدم القدرة على حل الأمر بشكل شخصي يمكن طلب الدعم من الأصدقاء أو الأهل دون توسيع دائرة المعرفة بالأمر.

  • التزام الشريك ومقدار الثقة؛ قد يكون التزام الشريك وما يقدمه ويستقبله من ثقة سبب في اتخاذ قرار الفضح أو التستر فعندما تختفي الثقة والالتزام من الشريك ويتعامل مع الزواج بطريقة لامبالية لابد من الفضح وعدم التستر أما في حال كان للشريك التزام وثقه وكانت الخيانة أمر عارض لوجود أسباب قاهرة يجب التستر عليها وتقديم الدعم اللازم.

  • وجود الأبناء؛ قد يكون للأبناء دور في اتخاذ قرار الفضح أو التستر بحيث نبحث بمدى تأثر الأطفال بسلوك الخيانة الصادر عن أحد الأبوين، قد نمتنع عن الإفصاح عندما نجد أن تأثر الأطفال سيكون سلبي.

  • السمات الشخصية؛ ما يمتلك كل من الشريكين من سمات شخصية قد يكون عامل في تحديد القرار بالفضح أو التستر فالشريك المنغلق العدائي قد لا يتقبل فكرة الخيانة ويواجهها بالفضح وعدم التستر أما الشريك العقلاني المتصالح مع نفسه قد يضع الأمر موضع تفكير واقعي للبحث في الأسباب المختلفة والعمل على حلها بطريقة مشتركة وشخصية دون فضيحة.  
المصدر:
marriagebuilders.com/when should an affair be exposed