بصفة عامة ودون تحديد مهارات محددة، يجب علينا اتقان لغتنا، حتى وإن لم نتخصص بها ونبحر، على الأقل أن نفهم هذه العناوين ولانجهلها، أن نفهم ما معنى بحر شعري، أن نتعلم التهجئة ولا نخطئ أخطاءً إملائية فادحة، من منا لا يخطئ ولكن هناك أخطاء لا تغتر ففيها تبديل للحروق وتغيير في المعنى، وجوب إتقان اللغة بصفة عامة يأتي من كونها جزءًا من الهوية والثقافة ومقياسًا للتحضر والفهم والتعمق.
أما عن اتقان البلاغة أولًا، في تعريفها اصطلاحًا "بأنها مطابقة الكلام الفصيح لمقتضى الحال، أو سوق الكلام الفصيح على مقتضى الحال بحسب المقامات، كما أنّ البلاغة لا تكون وصفاً للكلمة أو المتكلّم، إنّما تكون وصفاً للكلام، وتحمّل البلاغة معاني كثيرة في ألفاظ قليلة، فالبلاغة كلمة تستخدم لتكشف عن بقية الكلام بإيجاز وإيصال للمعنى، والبلاغة أيضاً تكون ضد العيّ، والعيّ هنا معناه العجز عن البيان، والبلاغة اصطلاحاً تقوم على تأدية المعنى الجليل بعبارة صحيحة، يكون لها في النفس أثر خلاب، مع ملائمة للكلام في كل موضع يقال فيه، والبلاغة تشمل ثمانية أضرب: الإيجاز، والاستعارة والتشبيه، والبيان، والنظم، والتصرّف، والمشاكلة، والمثل. للبلاغة منزلة رفيعة بين العلوم العربية، فهي تعنى بملائمة الكلام للمقام الذي قيل فيه ووفائه بالمعنى المراد، ووضوح المعنى وجمال الأسلوب."
ومن ذلك باتقانها يخدم الإنسان بشكل كبير ويخدم شخصيته وجزالة ألفاظه ويدربه على نسق كلامه بأفضل صورة ولكن هذا يدخل في سياق القدرات أي أنه ليس فرضًا على الجميع، ولا معيبًا أن لا يكون الإنسان بليغًا، ولكن إن استطاع فذلك أفضل ما يتعلمه لنفسه وللناس.
وعن البحور الشعرية فلا يجب الإلمام بها لغير المتخصصين ولكن لا ضرر من تعلمها فهي من العلوم العربية الممتعة للغاية، والبحورالشعرية ببساطة "هي الأوزان الشّعريّة المؤلّفة من تفعيلات مختلفة بين بحر وآخر، أو الإيقاعات الموسيقيّة المختلفة للشّعر العربيّ، وهي خمسة عشر بحرًا اكتشفها الفراهيديّ، وزاد تلميذه الأخفش بحرًا آخر، وسمّاه المتدارك لتداركه إيّاه"
بديهي أن تكون العربية بأركانها أسهل بالنسبة للعرب قديمًا فقد كانت اللغة أقل اختلاطًا باللغات الأعجمية، وكان العرب يمارسونها بشكل يومي وينسقون كلامهم بشكل صحيح قواعديًا بالسليقة ودون جهد، بالاضافة إلى قلة بعد اللهجات آنذاك عن اللهجة الفصحى.
الأهم لنعرفه هو أن لغتنا "هي أكثر اللغات السامية تحدثاً وإحدى أكثر اللغات انتشاراً في العالم، يتحدثها أكثر من 467 مليون نسمة ويتوزع متحدثوها في الوطن العربي، بالإضافة إلى العديد من المناطق الأخرى المجاورة كالأهواز وتركيا وتشاد ومالي والسنغال وإرتيريا وإثيوبيا وجنوب السودان وإيران. وبذلك فهي تحتل المركز الرابع أو الخامس من حيث اللغات الأكثر انتشاراً في العالم، واللغة الرابعة من حيث عدد المستخدمين على الإنترنت. اللغةُ العربيةُ ذات أهمية قصوى لدى المسلمين، فهي عندَهم لغةٌ مقدسة إذ أنها لغة القرآن، وهي لغةُ الصلاة وأساسيةٌ في القيام بالعديد من العبادات والشعائرِ الإسلامية."