هل ورد فضل في قراءة سورة يوسف لتعجيل الفرج وكيف يكون ذلك

1 إجابات
profile/بيان-محمد-الحبازي
بيان محمد الحبازي
المصارف الاسلامية
.
٢٥ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
لم يرد في فضل قراءة سورة يوسف دليلً ثابتًا على إزالة الهم والحزن للمؤمن.

فالله تعالى بين للناس أن في القرآن الكريم ما هو شفاء لصدورهم وقلوبهم وإزالة همهم وحزنهم، فالقرآن يبعث في الناس الطمأنينة والخشوع والقنوط لرحمة الله تعالى، قال تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا). {الإسراء: 82}.

وقوله تعالى: « يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ » {يونس: 57}

ولكن بالنظر إلى الظروف التي نزلت فيها سورة يوسف، نرى أنها نزلت على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- في مرحلة الشِدَّة والوحشة، فكانت من عوامل التثبيت، والمواساة، وتخفيف الآلام والأحزان على سيدنا محمد، فقد واسته في أشد الظروف، وذلك عند وفاة عمه أبو طالب وزوجته خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- في مكة المكرمة.

فأنزلت على صدر نبينا الكريم الطمأنينة والسكينة، حيث يتبين من خلالها الفرج بعد الشدة، وتيسير الأمور بعد تعسرها، كما تعد من أروع القصص وأعجبها في القرآن الكريم، حيث إن في السورة الكريمة إشارة للمؤمن أن الفرج قريب، وهو آتٍ لا محالة مهما اشتدّت الصعاب،  وذلك لما فيها من العبر والعظات، وأنواع التنقلات من حال إلى حال، من ضعف إلى قوة، ومن ذل إلى عزّ، ومن فرقة وشتات إلى اجتماع وائتلاف، وفيها يظهر لطف الله تعالى وعنايته بأوليائه وأصفيائه، وتأييد الله لهم في أحلك الظروف وأشدها، وغير ذلك.


وعلى هذا، يجب على المؤمن أخذ العبرة والعظة من السورة الكريمة، بأن يعلم أن الله تعالى هو مسبب الأسباب، وهو فارج الهم والغم، فيقبل بقلب صادق، واثق بأمر الله تعالى وقدرته وحسن تدبيره، وليقصد بذلك باب الكريم الذي لا يرد من يسأله، فقال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) (غافر: 60).

قيل، هذا من لطفه بعباده، ونعمته العظيمة، حيث دعاهم إلى ما فيه صلاح دينهم ودنياهم، وأمرهم بدعائه، دعاء العبادة، ودعاء المسألة، ووعدهم أن يستجيب لهم.