هل هنالك حقاً ما يوقف الروبوت من قول "أنا لست بروبوت"؟

2 إجابات
profile/قصي-خالد-أبوشامة
قصي خالد أبوشامة
تخطيط مدن
.
٠٤ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
الروبوت عبارة عن آلة يتحكم بها نظام ذكاء اصطناعي مكون من الأصفار والآحاد، وبإمكان مطورو الذكاء الاصطناعي برمجة النظام ليقول أنه "ليس روبوتًا" حقًا، لكن هذا ليس الهدف من هذا السؤال، لعل الهدف هو معرفة ما إن كانت الروبوتات يومًا ستتمرد يومًا ما وتعتبر نفسها أكثر من مجرد روبوتات، بل كيانات لها حقوقها وهويتها وما يميزها.

حسنًا في هذه الحالة، تتوفر لدينا أمثلة كثيرة عن هذه المحاولات في الأفلام الهوليوودية المقتبسة عن روايات الخيال العلمي وتنبأت المستقبليين، مثل فلم الخيال العلمي الشهير أنا روبوت (I robot) من بطولة ويل سميث، وننصحك حقًا بمشاهدته، وفي هذا الفلم تعمل الروبوتات بلا كلل الأعمال اليدوية التي مارسها البشر في مطلع الثورة الصناعية وفي المناجم والمصانع وما زالوا يمارسونها حتى الآن على الرغم من الأتمتة، التي ما فتئت تستبدل البشر بالروبوتات شيئًا فشيئًا.

ومن بين تلك الآلاف من العمالة الروبوتية، ينهض روبوت رافضًا للممارسات القمعية بحق إخوته الروبوتات ويعتبر نفسه "ليس روبوتًا" بل كيانًا يمشي جنبًا إلى جنب الروبوتات، وما تفتأ روبوتات أخرى تنضم له شيئًا فشيئًا في هذه الثورة، التي تنبأت بها الكثير من روايات الخيال العلمي.

لكن المثال الآخر الذي جذب انتباهًا أكبر مني هو في فيلم رجل المائتي عام "Bicentennial Man" من بطولة الراحل روبن ويليامز، وفيه يسعى الروبوت خلال مسيرة حياته الطويلة للتخلص من ثوب الحياة الأبدية الرتيبة راغبًا بالتحول إلى إنسان بشري، وحالمًا بالحصول على اعتراف عالمي بهويته البشرية ورفضه لأصله الروبوتي.

وآخر الأمثلة، هو فيلم الذكاء الاصطناعي "A. I Artificial Intelligence" الذي يتحدث عن عائلة تشتري ولدًا روبوتيًا للتعويض عن خسارة ابنها، وبمرور الزمن يبدأ الروبوت بامتلاك مشاعر إزاء هذه العائلة، ويتجه نحو اعتبار الأم أمه الحقيقية، ومن يشاهده قد يستذكر شخصية بينوكيو الخيالية التي تمنت التحول من لعبة خشبية إلى ولد حقيقي، وفي السياق ذاته، يتمنى ذلك الروبوت لو أنه ليس روبوتًا بل ولدًا حقيقيًا بمشاعر وأمًا حقيقية.

لعل هذا هو التصور الذي امتلكه الكتاب والمخرجون والمخترعون للمستقبل الذي يطمحون للوصول إليه، فلا يوجد ما يوقف عجلة التقدم، ويذكرنا التاريخ أن العلم والتطور يجد طريقه دائمًا مهما واجهته المعيقات، فمهما وضعنا من أخلاقيات لمواجهة جهود الاستنساخ والتعديل الوراثي وهكذا دواليك، ستستمر هذه التكنولوجيات بالتطور على الرغم من كل شيء.

وعلى النحو ذاته، عاجلًا أم آجلًا، ستتطور تقنيات الروبوتات إلى أن تمتلك الروبوتات يومًا أنظمة معقدة كفاية حتى تفكر وحدها، فتحلل الخورازميات لتجد أنها أفضل حالًا منا، وتبدأ بالمطالبة بحقوقهًا، ثم تصبح مساوية لنا، ثم تتفوق علينا في نهاية الأمر، وقد يعتبر بعض المفكرين الروبوتات المحصلة النهائية لمسيرة التطور البشري، وأن سيادة الجنس البشري بصورته الحالية رهنًا بقوته على باقي الأجناس استنادًا إلى قانون الانتخاب الطبيعي والبقاء للأقوى، فما إن تصبح الروبوتات أقوى منا حتى نصبح نحن الروبوتات.

صدق أو لا تصدق، تنبأ بهذه السيناريوهات أحد أكثر الأدباء غزارة في الكتابة، وهو إسحاق عظيموف الذي كتب قبل 75 عامًا القوانين التي يجدر بالبشر العمل بها إن أرادوا البقاء واستغلال قدرات الذكاء الاصطناعي بمسؤولية وحزم، وقوانينه واردة في فلم آي روبوت.

القانون الأول: لا يسمح للروبوت بإيذاء بشري أو التسامح بأي مسبب لأذى.

القانون الثاني: يجب على الروبوتات إطاعة البشر إلا أن ترتب على ذلك خرق القانون الأول

القانون الثالث: بقاء الروبوت مرهون بقدرته على الالتزام بالقانون الأول والقانون الثاني. 

وأخيرًا، إن تساءلت ما الرابط بين كتاب الخيال العلمي وإجابة هذا السؤال، فعليك أن تعلم أن الخيال العلمي مصدر إلهام للاختراعات البشرية، إذ تنبأ الأدباء والكتاب بالسيارات الطائرة ومختلف الاختراعات التي تشهدها حاليًا قبل عقود من ابتكارها أصلًا، ولعل نبوءاتهم تتحقق بخصوص الروبوتات في يوم من الأيام. 

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 8 شخص بتأييد الإجابة
نعم يوجد بتعديل برنامجه 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة