هل نبي الله إدريس عليه السلام هو نفسه آوزيريس أحد آلهة الفراعنة

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٣٠ نوفمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
لا دليل على هذا الكلام ، وكل ما يقال هو تخرصات ، وظنون لا أساس لها .

وقد ذكر ابن كثير في زمن إدريس ومتى بعث قولان للعلماء : أحدهما أنه بعد آدم وقبل نوح ، والثاني أنه من أنبياء بني إسرائيل ، ورجح ابن كثير رحمه الله القول الأول:

قال رحمه الله في البداية والنهاية في قصة إدريس عليه السلام  :
( وكان أول بني آدم أعطي النبوة، بعد آدم وشيث عليهما السلام.
وذكر ابن إسحاق أنه أول من خط بالقلم، وقد أدرك من حياة آدم، ثلاثمائة سنة وثماني سنين.وقد قال طائفة من الناس: إنه المشار إليه في حديث معاوية بن الحكم السلمي، لما سأل رسول الله ﷺ، عن الخط بالرمل فقال: « إنه كان نبي يخط به، فمن وافق خطه فذاك ».

... وقد زعم بعضهم، أن إدريس لم يكن قبل نوح، بل في زمان بني إسرائيل.
قال البخاري: ويذكر عن ابن مسعود، وابن عباس، أن إلياس هو إدريس، واستأنسوا في ذلك، بما جاء في حديث الزهري، عن أنس في الإسراء: أنه لما مر به عليه السلام، قال له: مرحبًا بالأخ الصالح، والنبي الصالح، ولم يقل كما قال آدم، وإبراهيم: مرحبًا بالنبي الصالح، والابن الصالح ، قالوا: فلو كان في عمود نسبه، لقال له كما قال له) 
ثم قال رحمه الله في رد هذا القول (  وهذا لا يدل، ولا بد لأنه قد لا يكون الراوي حفظه جيدًا. أو لعله قاله له، على سبيل الهضم، والتواضع، ولم ينتصب له في مقام الأبوة، كما انتصب لآدم أبي البشر، وإبراهيم الذي هو خليل الرحمن، وأكبر أولي العزم، بعد محمد صلوات الله عليهم أجمعين.) 

وقد بين رحمه الله أنه نسب لإدريس عليه السلام كثير من القصص وقيل عن شخصيته الكثير وأكثر كذب حيث قال  (ويزعم كثير من علماء التفسير، والأحكام، أنه أول من تكلم في ذلك، ويسمونه هرمس الهرامسة، ويكذبون عليه أشياء كثيرة، كما كذبوا على غيره من الأنبياء، والعلماء، والحكماء، والأولياء ).

وفي الحقيقة ما هو ثابت في حقه عليه السلام قليل من الأخبار لذا نؤمن به إجمالا ولا نخوض في التفاصيل غير المبنية على علم صحيح .

أما الربط بينه وبين أوزيريس أو تمثال أبو الهول في مصر او الفراعنه عموما فهي أقاويل آثارها بعض  المعاصرين  وزعموا أن الآثار تدل على ذلك ، وزعموا أن إدريس هو أول من بدأ ببناء الأهرامات وأن تمثال أبو الهول تجسيد له !

وهذا غير صحيح والصحيح ما ذكرناه أعلاه ، والله أعلم