نشرت صحيفة الكمبيوتر والسلوك البشري دراسة تقارن بين حسابات الفيسبوك المنشأة ونسب الطلاق وتربط بينهما. وجدت هذه الدراسة أن 20% من التسجيل السنوي في موقع الفيسبوك يرتبط بصورة مباشرة بنسب
الطلاق التي تتراوح بين 2.18% و 4.32%. وسجّلت هذه الدراسة نسبة 11% والتي تمثل ارتفاع في نسبة السعادة في العلاقة الزوجية الخالية من استخدام السوشيال ميديا مقارنةً بالأزواج الذين يستخدمون السوشيال ميديا.
تقول المحامية المتخصصة في العلاقات،
لورا سيل، والتي تعمل في أفضل شركة محاماة حسب الأخبار الأمريكية، أن مواقع التواصل الاجتماعي هي أسهل بوابة للدخول إلى عالم الغيرة والشك، سواءً كان هذا الشك مبرراً أم غير مبرر، إن اكتشاف أي معلومة قد تهز الميثاق الزوجي على حساب فيسبوك الشريك قد يدمر العلاقة بأكملها. وتشير الدراسات إلى علاقة طردية بين كثرة التجسس على الشريك على مواقع التواصل الاجتماعي، وفقدان الثقة.
حسب هذه الدراسات فإن واحد من عشرة من البالغين يعترفون بإخفاء رسائل ومنشورات عن شريك حياتهم. 8% من البالغين يملكون حسابات سرية على مواقع التواصل. و واحد من ثلاثة من حالات الطلاق الحالية، ابتدأت العلاقة على الإنترنت عِوضاً عن الواقع.
من
المشاكل العويصة التي يواجهها الأزواج بسبب الإنترنت: فقدان الوقت الخاص بهم وفقدان البهجة، وبالتالي غياب المشاعر والحب، حيث ينصب اهتمام الشخص كاملاً على هاتفه، الفيسبوك الإنستاغرام تويتر وغيرهم الكثير طبعاً، فيفقد الشخص الإحساس بما يحيطه، من أصوات أو أحداث أو أشخاص. ينقلب الصباح ليلاً والليل صباحاً بسبب الأبلكيشنات التي لا تنتهي، وتموت العلاقة الزوجية العاطفية أو الجنسية أو الاجتماعية.
في دراسة استقصائية تمت في بريطانيا عام 2017 بمشاركة 1500 شخص تتراوح أعمارهم بين 18-24، تبيّن أن تطبيق الإنستاجرام هو أكثر تطبيق وبلاتفورم تسبب في المشاكل النفسية والاجتماعية، كان سبباً رئيسياً
للقلق والاكتئاب وظاهرة FOMO أي الخوف من تفويت الأحداث والتي تؤدي إلى إدمان السوشيال ميديا، بالإضافة إلى
التنمّر.
أعجبني كثيراً هذا الرأي وأحببت أن أشاركه معكم: (Do you feel a sudden compulsion to log off or minimize the Facebook window when your spouse walks into the room unannounced? If so, you need to ask yourself why. Transparency is the foundation of trust, and trust is essential to every successful marriage.)..
في رأيي الشخصي أن الشفافية والصدق هما حقاً أهم الأساسات في بنيان العلاقة العاطفية. ليس هناك خطأ في أن تمتلك أصدقاء على السوشيال ميديا، ولكن الخطأ يكمن في أن تجعلهم سراً أمام شريكك. شخصياً أملك الكثير من الأصدقاء، وفي أي علاقة أخوضها يكون واضحاً تماما امتلاكي للأصدقاء، وتكون العلاقة على أعلى مستوى من الشفافية المتوقعة، فنتجنب المشاكل حينها.
إذا كنت تشعر بأنك تخفي شيئاً ما، وكنت خائفاً من تدمير علاقتك مع شريكك، فكر مرة أخرى في نفسك وشريكك وفي حياتكما، ماذا تريد وماذا تقدّر أكثر، حياتك العاطفية أم العلاقات الإلكترونية وبهرجة السوشيال ميديا، في نهاية المطاف أنت سيد قرارك.
عِوضاً عن الغيرة والمشاكل التي تشتعل بين الزوجين بسبب السوشيال ميديا، فالغيرة تشتعل في قلب الشخص الذي يستخدمها نفسه حين يقارن حياته بحياة الآخرين، علاقته بعلاقات الآخرين، شكل المنزل، السيارة، الغزل والأوقات الممتعة التي يقضيها الأزواج ويوثقونها على الإنترنت أولاً بأول. فيفقد الإنسان تقديره لحياته وحبه لها، ويرغب بما يملكه الآخرين. طبعاً لا ننسى أن السوشيال ميديا أسهل أداة لفبركة الحياة وجعلها تبدو أعظم مما هي عليه.
في النهاية أنا لا أقول أن انعدام السوشيال ميديا واجب لمن يريد أن يتزوج، ولكننا نقول إن الشفافية والصدق والعقلانية هل الحل، استخدامها بالمنطق والحكمة، عدم نشر كل تفاصيل حياتك الخاصة، وعدم الخوض في علاقات أنت بِغنى عنها طالما أنت في علاقة عاطفية لازمة. فجميعنا نعرف مساوئ الإنترنت التي لا حصر لها ولا نهاية.