في عام 2019، خلص فريق حكومي دولي من العلماء إلى أن مليون نوع (500000 حيوان ونبات، و500000 حشرة) مهددة بالانقراض، بعضها في غضون عقود. كما تم تجميع بيانات الانقراض من قبل الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUCN)، والذي قام بتقييم أكثر من 100000 نوع من النباتات والحيوانات، مع أكثر من 32000 نوع مهددة بالانقراض.
نعم، كنا ونكون وسنكون سببًا في تدمير كوكب الأرض. نحن نتسبب في اختفاء الحياة حيث تتدهور النظم البيئية على نحو مستمر نتيجة التدخلات البشرية. هذه النُسج الحياتية نعتمد عليها جميعًا ككائنات حية. لقد قمنا باستخدام الموارد الطبيعية وضغطنا بصورة مذهلة عليها، وهذا كان له تكلفة باهظة. إن فقدنا لمساحات واسعة من عالمنا الطبيعي سيؤدي لانخفاض جودة حياة الكائنات الحية بشدة، كما تتعرض حياة الأجيال البشرية القادمة للخطر إلا إذا تم اتخاذ إجراءات صارمة وفعالة.
على مدى السنوات الخمسين الماضية، تراجعت قدرة الطبيعة على دعمنا. جودة الهواء والماء آخذة في الانخفاض، والتربة تستنفد، والمحاصيل تفتقر إلى الملقحات، والسواحل أقل حماية من العواصف. وهناك العديد من الأسباب التي أدت لهذا الخراب. فمنذ سبعينات القرن الماضي تضاعف عدد سكان الأرض، مما زاد من الاستهلاك بنسبة 45% للعديد من الموارد للحصول على الغذاء والطاقة. ومن هنا تم استنزاف 70% من الأراضي التي من المفترض أن تستخدم للزراعة وتربية الحيوانات، لكن تم الاستنزاف من خلال إزالة الغابات، واستخدامها في البناء، والتلوث مما أدى لفقدان الموائل، والتنوع البيولوجي، وتدهور الأراضي، والتأثير على النظم البيئية للأراضي والمياه العذبة.
ومن التأثيرات علة النهار أن 77% منها فقدت التدفق بحرية من المنبع لبحر. كما تغير 66% من سطح المحيط بسبب الصيد الجائر، والجريان السطحي من الزراعة، والتلوث البلاستيكي. كما تناقص الغطاء المرجاني الحي على شعابه المرجانية- وهي موطن لبعض النظم البيئية الأكثر تنوعًا- إلى 50% خلال الـ 150 سنة الماضية، ويتوقع أن يختفي تمامًا خلال الثمانين عامًا القادمة.
مع قيام البشر بنقل الكائنات الحية حول العالم، ظهرت العديد من الأنواع الغريبة خارج نطاقها الطبيعي. عملية التنقل هذه عطلت ثراء التنوع البيولوجي المحلي وقلله. كما أدت التغيرات التي سببها الإنسان في الموائل لتهديد العديد من الأنواع المستوطنة والمتوطئة. كما قلت أنواع النباتات والحيوانات تبعًا لمعايير الممارسات الزراعية، وتفضيلات الأسواق، والحركة التجارية، ونقص المعرفة المحلية والأهلية الطبيعية.
هناك العديد من الأسباب الرئيسة التي تؤدي لفقدان النظم البيئية بسبب التغيرات الحادثة عند استخدام الأراضي والبحار، والاستغلال، والتغيرات المناخية، والتلوث بأنواعه. كما يمكن للترتيبات الديموغرافية، والاقتصادية، والسياسية، والمؤسسية التي تدعمها القيم الاجتماعية وتفاعلها مع بعضها البعض. فالمساحات الشاسعة من الأراضي للسكان الأصليين تظهر تدهورًا في النظم البيئية بشكل أبطأ من الأراضي الأخرى. ومع ذلك، يحدث التدهور بشكل أسرع في مناطق السكان الأصليين بسبب التهديد في حقوق هؤلاء السكان.
زادت التجارة الخارجية بنسبة 900٪ منذ بداية عصر ما بعد الصناعة، كما ارتفع معدل استخراج المواد الحية من الطبيعة بنسبة 200٪. هذه المسافة الشاسعة بين العرض والطلب تؤدي للاستهلاك المدمر. ومع العولمة، ستزداد التأثيرات البيئية المدمرة. إن التجارة الخارجية تساعد في زيادة عدم المساواة في الضغط على السلع المادية من الدول ذات الدخول المتوسطة والمرتفعة مقارنة بالدول ذات الدخل المنخفض إلى المتوسط.
كما أن استخدام أو عدم استخدام الوقود الأحفوري هو من المشكلات الكبرى التي تتجه نحو الحل. إن استخدام مصادر الطاقة الحالية يؤدي للاحتباس الحراري، والتلوث الغازي. كما أننا نستخدم تلك المصادرقبلل بحثنا عن مصادر جديدة أقل تكلفة وتلويث. يمكننا منع تلك المشكلات عن طريق تحويل مصدر الطاقة الرئيسي لدينا إلى مصدر متجدد، مثل الرياح أو الطاقة الكهرومائية. هذا يمكن أن يساعد في إنقاذ الكوكب فهي لا تنتج أبخرة من أي نوع، وعلى عكس الوقود الأحفوري، فهي قابلة للتجديد، مما يعني أنها لن تنفد.
من المشاكل المشتركة بين البلدان في العالم التي تدمر النظم البيئية هي القمامة. حيث تراها متراكمة هنا أو هناك، أو حتى ملقاة أينما اتفق. تتعدد هذه القمامة لتكون أغلبها من القمامة الصلبة فالسائلة. يمكننا المساعدة في إنقاذ الكوكب بإحداث فروقات بسيطة منها استخدام الحاويات القابلة للتحلل الحيوي لأنها، على الرغم من أنها باهظة الثمن بعض الشيء، إلا أنها تتحلل، مما يتسبب في أضرار أقل بكثير من أشياء مثل الأكياس البلاستيكية، والتي يمكن أن تقتل الحياة البحرية أو تحول مصدر الطاقة الرئيسي لدينا إلى مصدر متجدد. يمكن استخدام القماش والشرائط لتغليف الهدايا عوضًا عن الأوراق البلاستيكية. كما يمكن استخدام السيارات الأقل استهلاكًا للوقود، التقليل من استخدام المكيفات والتدفئة المركزية.
ماذا يحمل المستقبل؟ هناك ثلاثة سيناريوهات مختلفة للغاية قد يخضع لها الكوكب:
الاستدامة العالمية: يتحول العالم كله نحو تنمية الاستدامة من خلال احترام الحدود البيئية والتأكد من أن التنمية الاقتصادية تشمل الجميع. يتم توزيع الثروة بالتساوي، واستخدام الموارد والطاقة بشكل أقل، وينصب التركيز على النمو الاقتصادي ورفاهية الإنسان.
المنافسة الإقليمية: هناك ارتفاع في القومية مع التركيز في الغالب على القضايا المحلية. هناك استثمار أقل في التعليم، ولا سيما في الدول النامية. ستستمر البلدان ذات الدخل المرتفع في تصدير الضرر، مما سيؤدي إلى بعض الدمار البيئي القوي والدائم للأجيال القادمة للتعامل معه.
التفاؤل الاقتصادي: يؤمن العالم بالتقنيات الجديدة المبتكرة والتي لم يتم ابتكارها بعد، والتي تساعدنا على التعامل مع المشكلات البيئية. سوف تستمر الانبعاثات لكن مع فكرة أن التكنولوجيا سوف تخفف منها. سيكون هناك استثمار أقوى في الصحة والتعليم، والأسواق العالمية متكاملة بشكل معقول مع الأهداف المشتركة.
حتى نتمكن من مكافحة مشكلات النظم البيئية سنحتاج لمنهاج مترابط لحل المشكلات المعقدة. لذلك يجب التفكير في التفاعلات بين المكونات المختلفة للمشكلة حيث تتداخل المشكلات الطبيعية مع السياسية مع الاقتصادية والاجتماعية.
فعلى سبيل المثال، يمكن إحداث المنهاج الترابطي من خلال التقليل من التنوع البيولوجي من خلال استكشاف طرق جديدة في الزراعة، أو تغيير طرقها، مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية حصول الناس على ما يكفيهم من غذاء، وتنويع السلة الغذائية العالمية، وأن تتحسن طرق عيشهم، وعدم تفاقم النزاعات والمشكلات الاجتماعية، ومحاولة إيجاد طرق للتكافل الاقتصادي الاجتماعي العالمي.
يمكن للتقليل من هذه المشكلات التركيز على استعادة النظم البيئية وتجديدها، وخاصة عالية الكربون كالغابات والراضي الرطبة. وتغيير الخيارات الغذائية وتقليل الهدر والفاقد بطرق مستحدثة.
يعد التحول للطاقة النظيفة خطوة مهمة نحو استعادة النظم البيئية، كما تساعد في حدوث التغييرات بشكل أسرع. لذلك يجب إعادة تقييم الهياكل السياسية الحالية، والأنظمة والأعراف المجتمعية والي تميل للاستهتار وعدم تقدير البيئة. كما أن تحسين السياسات والقوانين واللوائح البيئية سيساهم في ضبط قواعد التعامل معها.
المصادر:
Humans are causing life on Earth to vanish How Are We Destroying the Planet and How Can We Save It? Wildlife in 'catastrophic decline' due to human destruction, scientists warn