هل من الجائز الاكتفاء بالتسبيح والذكر عند سجود التلاوة، وهل يجب سجود التلاوة على من سمع القرآن الكريم من مسجل؟

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٢٤ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
ماذا يقول في سجود التلاوة والتسبيح عوض  عند السجود؟

من قرأ آية فيها سجود تلاوة فإنه يسن له السجود ، فإن لم يسجد فلا شيء عليه ، و لا يعتبر التسبيح أو الذكر بديلاً عن السجود أو عوضاً عنه ، فإن ذلك يحتاج إلى دليل شرعي ولا دليل على أن من لم يسجد فليسبح .

وسجود التلاوة سنة عند جمهور العلماء عند قراءة إحدى الآيات التي فيها سجود تلاوة وهي خمس عشرة آية في القرآن - اختلف في بعضها - ، فيسجد القارئ سجدة واحدة ، يكبر عند السجود - وبعض العلماء استحب أن ينهض ثم يسجد إذا كان في غير الصلاة - ، ثم يسجد ويقول ( سبحان ربي الأعلى ) ثلاث مرات ، ويشرع أن يقول الذكر المأثور وهو "  اللهم اكتب لي بها عندك أجرا واجعلها لي عندك ذخرا، وضع عني بها وزرا، واقبلها مني كما قبلتها من عبدك داود عليه السلام" ، أو " سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره بحوله وقوته "  ، ثم يرفع رأسه ويكبر ،ثم يكمل صلاته إن كان في صلاة ، وإن لم يكن في صلاة فاستحب جمهور العلماء له أن يسلم من السجدة.

ولم يشترط ابن تيمية رحمه الله الطهارة لسجود التلاوة خارج الصلاة ، فلو قرأتها خارج الصلاة ولم تكن متوضئاً فيمكنك السجود على هذا المذهب ، لأن سجود التلاوة ليس بصلاة.

وإن كنت في سفر فيمكن السجود وأنت جالس ولو لغير القبلة ، لأنها تعتبر نافلة لا يشترط لها استقبال القبلة في السفر .

من الذي يسن له سجود التلاوة :

الذي يسن له سجود التلاوة هو القارئ سواء خارج الصلاة أو داخلها ، والمستمع لقراءة هذا القارئ يعني الذي يقصد الاستماع ، وليس الذي يسمع بمجرد بمروره أو لكون القارئ قريباً منه .

والدليل على سنية السجود للمستمع قول ابن عمر رضي الله عنه " كان رسول الله يقرأ علينا القرآن فإذا مر بآية فيها سجدة كبر وسجد وسجدنا معه " (رواه أبو داود).

وهذا الحديث استدل فيه بعض العلماء أن المستمع إنما يسجد إذا سجد القارئ ، أما إذا لم يسجد فلا يكون السجود مشروعاً في حقه .

وبناء على ذلك يظهر أنه لا يشرع السجود عند استماع القرآن من مسجل أو غيرها من الوسائل المعاصرة التلفاز ، لأن الصوت لا يخرج من مكلف أصلاً ولا يتصور منه السجود ، فلا يكون سجود التلاوة مستحباً في حق المستمع .

إلا إذا كان نقلاً لبث مباشر  وليس مسجلاً ، وسجد هذا القارئ وكنت تقصد الجلوس والاتماع له وليس الأمر مجرد سماع عرضي ، فعندها يمكن القول باستحباب السجود في هذه الحال.

والله أعلم