هل لمن شارك بجزء بسيط من بناء مسجد أجر بناء المسجد بالكامل

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٥ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
نقول فضل الله واسع إن شاء كتب الله تعالى له الأجر على قدر مشاركته، وإن شاء زاد له في الأجر والثواب.

-فهذا الفضل والأجر يعطيه الله لمن يشاء كما أن له أجراً آخر على إعانته غيره على البر والتقوى، ولو كانت المشاركة بمبلغ قليل فإنه يدخل في أجر الصدقة الجارية.

- فإن من أفضل أعمال الخير والبر التي رتب عليها الله تعالى ثوابا عظيما هي بناء المساجد، وتعد صدقة جارية يمتد أجرها وثوابها إلى يوم القيامة. كما أن الله تعالى قد أثنى على من يعمر مساجده.

- يقول الله تعالى: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ) سورة التوبة آية/18

- ومَنْ بَنَى مَسْجِدًا في الدنيا بَنَى اللَّهُ لَهُ مسجد مثله فِي الْجَنَّةِ فقد صح وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (مَنْ بَنَى مَسْجِدًا بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ) رواه البخاري ومسلم.
ولا شك بأن بيت الجنة يختلف اختلافا كبيرا عن بيوت الدنيا؛ لأنّ النعيم الذي فيها لم تره عينٌ ولم تسمع به أذنٌ ولم يخطر على قلب بشرٍ،

-فعندما سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: عن شخصين أو ثلاثة أشخاص أو أكثر اشتركوا في بناء مسجد هل يكتب لكل أحدهم أجر بناء مسجد، أم أقل من ذلك؟

فأجاب: هل قرأت إذا زلزلت؟ ماذا قال الله في آخرها؟

فأجاب السائل وقال: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ) سورة الزلزلة آية: 7

ثم قال الشيخ ابن عثيمين فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ) كل واحد له أجر ما عمل، لكن يكون له أجر ثان من جهة ثانية وهي التعاون على البر؛ لأنه لولا اجتماع هؤلاء كل واحد أتى بقليل ما قام البناء، فنقول: له أجر عمله وله أجر المساعدة والمعاضدة،
ثم قال وذكر مثالا على ذلك: أن رجلاً أنفق مائة ريال صدقة له أجرها، أنفق مائة ريال في بناء مسجد، هذه النفقة صار فيها نفع من وجهين: أولاً: العمل، يعني: أجر هذه الدراهم، والثاني: المساعدة حتى يتكون المسجد، لكن إذا تبرع هذا الرجل للمسجد بعشرين ألفاً، وهذا بعشرين ريالاً، فلا يمكن أن نقول: هم سواء، كل له أجر البناء كاملاً، هذا لا يمكن.

فالثواب يأتي حسب العمل، فلكل له أجر عمله على قدر ما أنفق كما أن له أجر التعاون على إقامة هذا المسجد.

- وقد ذهب بعض العلماء إلى أن حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: (مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ، أوْ أَصْغَرَ، بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ) صححه الألباني.
إن المراد بذلك ما لو اشترك جماعة في بناء مسجد، بحيث كان نصيب كل أحدهم مفحص قطاة، بنى الله له بيتاً في الجنة، وأن فضل الله تعالى واسع.

-والمقصود مَفْحص القطاة: موضع الذي تبيض فيه طائر القطا، وخصصت القطاة بهذا لأنها لا تبيض في شجر ولا على رأس جبل، إنما تجعل بيتها على بسيط الأرض دون سائر الطيور، فلذلك شبه به المسجد.

-وقيل إنّ الحديث يُحمل على معناه الظاهر، والمقصود به أنّ من شارك في بناء المسجد بقدر مفحص قطاةٍ فتكون له حُصةٌ في بنائه بالقدر الذي شارك فيه، 

وننبه إلى أنه يتوجب على المسلم أن لا يبالغ في بناء وزخرفة المساجد لأنها من الأمور المنهيّ عنها 

والله تعالى أعلم.