نعم، إن هناك علاقة وثيقة للطقس وتغيراته بتوزيع المياه واليابسة على سطح الأرض.
لعلك تعلم أن اختلاف الحرارة النوعية بين اليابسة والمسطحات المائية، يؤثر بشكل واضح في تشكل المنخفضات والمرتفعات الجوية.
حيث أنه في فصل الشتاء، تفقد الأرض حرارتها بشكل أسرع من المسطحات المائية التي تبقى دافئة؛ مما يؤدي إلى انخفاض الضغط الجوي فوق المسطحات المائية وارتفاعه في اليابسة.
وفي فصل الصيف، يحدث العكس؛ حيث تسخن الأرض بشكل كبير، وتبقى المسطحات المائية المجاورة باردة؛ لذلك تتشكل المنخفضات الجوية فوق اليابسة، ويرتفع الضغط الجوي فوق البحر.
ومثال على ذلك في فصل الشتاء، هو منخفضات البحر الأبيض المتوسط؛ حيث تكون مياه البحر الأبيض المتوسط في فصل الشتاء دافئة مقارنة مع اليابس المجاور للبحر الذي يكون باردًا؛ مما يؤدي إلى تشكل منخفضات البحر المتوسط بشكل كبير.
وأما في فصل الصيف، فإن أحد أكبر الأمثلة للفرق بين حرارة اليابس والمسطحات المائية،
هو المرتفع الجوي السيبيري وهو " نظام ضغط جوي مرتفع موسمي، يتشكل في الأشهر الباردة فوق الأراضي السيبيرية؛ نتيجة برودة الأرض، مقارنة مع المسطحات المائية المجاورة".
وإن توزيع اليابس والماء على سطح الأرض؛ يؤدي إلى اختلاف الحرارة على كل من اليابسة والماء، وبالتالي يختلف بينهما الضغط الجوي؛ حيث يتكون الضغط المرتفع نهاراً وصيفاً على سطح الماء، والمنخفض على اليابس، وهذا ما يؤدي لحدوث نسيم البر والبحر، والرياح الموسمية على جنوب شرق آسيا.
ومن الجدير بالذكر أن الفرق بين خواص المياه واليابسة، أحد أكبر المسببات للظواهر الجوية والاختلافات في الطقس على كوكب الأرض.