الغيبة والنميمة طبع في البشر ويبقى مستمرا مهما قاومته لذلك ورد فيه قول يتلى حتى قيام الساعة في القرآن الكريم وفي أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام؛ لأن الشارع الكريم يعرف انه سيبقى حتى قيام الساعة وشرع لهم دوما التوبة والاستغفار ليغسلوا ذنوبهم من النميمة والغيبة.
قال تعالى:" يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم". وقال:" ولا يغتب بعضكم بعضا". وقال عليه الصلاة والسلام:" لا يدخل الجنة نمام" وعندما سئل النبي عليه الصلاة والسلام عن النميمة قال:" هي القالة بين الناس".
(والنميمة هي نقل الكلام بين البشر على جهة الافساد) يعني ان تنقل كلاما بين الناس لتفسد بين علاقاتهم وتفتت المجتمع وهذا عكس مقصود الدين الاسلامي الذي جاء ليجعل المجتمع مجتمعا متماسكا متحابا..
ولكن استثنى الاسلام بعض الامور من فعل النميمة وان كان في ظاهره يبدو كذلك لحفظ مصلحة اعلى نذكر بعضا منها:
*علم الجرح والتعديل وهو علم يقوم بدراسة رواة الاحاديث ليبين من هو كاذب ممن هو صادق حتى يتم الأخذ بروايته او تركها لانه ان كان كاذبا او فاسقا فلا يؤخذ عنه ومن هنا فالتحري عن رواة الاحاديث وتصنيفهم بين كاذب او فاسق او صادق وثقة ليس نميمة ولا غيبة. ونقيس عليها التحري عن العلماء في مثل هذه الجوانب.
*التحري عن الناس بقصد الزواج فهذه شهادة فلا يجوز لك ان سألك شخص عن آخر بقصد معرفة أموره وشؤونه في قضايا الزواج وكنت تعرف انه سيئ فلا يجوز لك اخفاء الامر ولا يعتبر ذلك من الغيبة والنميمة. فهو من التنبيه وربما قولك في سؤالك لصديقتك عن اخرى انها تبالغ فيها تنبيه حسب المصلحة من الكلام فأنت أدرى بم نبهتيها بانها تبالغ.
* في التقاضي..فعند القضاء يجب ذكر مواقف واسماء حتى تظهر الحقيقة ولا يتعبر ذلك نميمة ولا غيبة.