هل قرأت كتاب "نفح الطيب في غصن الأندلس الرطيب" لصاحبه المقري التلمساني؟

1 إجابات
profile/بتول-المصري
بتول المصري
بكالوريوس في آداب اللغة الانجليزية (٢٠١٨-٢٠٢٠)
.
٢٤ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
     لحسن حظي نعم قرأته، صدفته في معرض للكتاب وأخذ انتباهي وفورًا اشتريته، أعتقد أنه لا يحق لأحد أن يدعي حب الأندلس أومعرفتها دون قراءته لهذا الكتاب، إنه قطعة من الفردوس أكثر من كونه كتابًا، يأخذ إلى عوالم لم تزرها من قبل.

     ففي نبذة عنه " كتاب نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب وذكر وزيرها لسان الدين الخطيب، أحمد المقري التلمساني. موسوعة أندلسية ضخمة تم تحقيقها من غير شخص وطبعت في غير دار. كانت الغاية الأساسية من تأليفها بأن يتناول مؤلف الكتاب حياة أحد رجالات الأندلس وهو لسان الدين الخطيب – أحد مؤرخي ورجال الأندلس – لكن المؤلف توسع في الكتاب فكتب عن كل ما يعرف عن الأندلس منذ الفتح الأموي من تاريخ وجغرافيا وأدب ومشاهير وأمراء وخلفاء فعد موسوعة أندلسية وهو من أوفى ما وصلنا وبهذا كان الكتاب في قسمه الأول عن الأندلس عامة وقد ترجم هذا الجزء من الكتاب من قبل المستشرق (جاينجوس - Pascual de Gayangos y Arce) الإسباني تحت مسمى "تاريخ الدول الإسلامية بإسبانيا"، والقسم الثاني تناول مؤلفه حياة لسان الدين الخطيب.

     الكتاب في أربعة مجلدات ضخمة في الطبعات العربية القديمة، وفي الطبعات الحديثة نجده يُقسم فيصل لحد يتجاوز الـ(12) هي نفس المادة العلمية للكتاب.

     المقري ليس مؤرخًا مثل الشخصية التي يتناولها في قسمه الثاني من الكتاب لسان الدين الخطيب بل هو أديب في المقام الأول والأخير. لكن مع ذلك ترك لنا هذا العمل الضخم ونقل من كتب أندلسية لم تصل إلينا حتى يومنا هذا ربما يكون جلها قد ضاع في الحادثة الشهيرة المشهورة بسفينة (السلطان زيدان) حيث استولى الإسبان على قرابة (3000) مخطوط أندلسي في الربع الأول من القرن (16) ميلادي في عهد ملك إسبانيا (فيليب الثالث - Felipe III de España) وهى موثقة حتى في المصادر الإسبانية.

     وقد كان المقري قد أخذ مادته في بلاد المغرب وكانت غنية بالمخطوطات الأندلسية نتاج السفارات وتبادل الكتب والبيع والشراء والحركة الثقافية التي اشتهرت بها الأندلس، ومن أهمية كتاب المقري رغم أنه لم يعاصر الأندلس بل جاء بعد سقوطها لكنه عاصر محنة ومأساة نفي بقايا الأندلسيين من اصطلح على تسميتهم في المصادر التاريخية بالموريسكيين. ومن هنا تكمن أهمية كتاباته ومعلوماته التي كان ينقلها لنا فقط دون تمحيص ومناقشة وفق منهجية تاريخية مثلما يفعل لسان الدين الخطيب وابن خلدون وغيرهم من المؤرخين، وهوبمدرسته النقلية – المعلوماتية – يذكرنا بأبي جرير الطبري صاحب كتاب "الأمم والملوك”." 

     ويعتبر هذا الكتاب العظيم من أوسع مدونات التاريخ الأندلسي بالكامل، هذا الكتاب قطعة فنية يجب على كل عاشق للأندلس وتاريخها قراءته. 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة