نعم/ قتل رأس الفتنة والكفر أبي بن خلف في غزوة أحد، ولم يقتل أحد غيره.
- ولم يقتل النبي صلى الله عليه وسلم أحدا بيده لا قبلها ولا بعدها.
- وفي قصة مقتل أبي بن خلف روى الصحابي سعيد بن المسيب فقال:
- أسر أبي بن خلف يوم بدر، فلما افتدى من النبي صلى الله عليه وسلم قال لرسول الله: أن عندي فرسا أعلفها كل يوم من ذرة، لعلي أقتلك عليها، فقال له رسول الله:
(بل أنا أقتلك عليها، إن شاء الله). فلما كان يوم أحد أقبل أبي ابن خلف تركض فرسه تلك، حتى دنا من رسول الله فاعترض رجال من المسلمين له ليقتلوه، فقال لهم رسول الله: (استأخروا، استأخروا)،
- فقام رسول الله بحربة في يده، فرمى بها أبي بن خلف، فكسرت ضلعا من أضلاعه، فرجع إلى أصحابه ثقيلا، فاحتملوه حتى ولوا به، وطفقوا يقولون له: لا بأس، فقال أبي: ألم يقل لي: (بل أنا أقتلك، إن شاء الله)، فانطلق به أصحابه، فمات ببعض الطريق،
- وأبي بن خلف قام يصيح بأعلى صوته في يوم أحد وهو شاهرا سيفه وكان يقول أين محمد؟
لا نجوت إن نجا، فاستأذن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في أن يخر عليه أحدهم فيقتله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
دعوة، فلما دنا تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم الحربة فطعنه بها فكانت سبب موته.
وقد أنزل الله تعالى هذه الآية بأبي بن خلف وصاحبه وعقبة بن أبي معيط
قال الله تعالى (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا)
فعندما علم أبي بن خلف بأن صاحبه عقبة بن أبي معيط قد أسلم قال: صبأت يا عقبة، فقال والله ما صبأت، ولكن دخل علي رجل فأبى أن يطعم من طعامي إلا أن أشهد له، فاستحييت أن يخرج من بيتي ولم يطعم، فشهدت له فطعم، فقال أبي:
ما أنا بالذي أرضى عنك أبدا إلا أن تأتيه فتبزق في وجهه، وتطأ عنقه، ففعل ذلك عقبة، فأخذ رحم دابة، فألقاها بين كتفيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا ألقاك خارجا من مكة إلا علوت رأسك بالسيف ". فقتل عقبة يوم بدر صبرا
وأما أبي بن خلف فقتله النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد برمحه، فأنزل الله تعالى فيهما الآية.
وقد خاض النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه عدة غزوات فبعض الفقهاء قالوا أنها سبعٌ وعشرون، والبعض الآخر قال إنّها ستٌّ وعشرون، ومنهم من قال أنّها ثماني عشرة، ولكنّ الأرجح هو ما ذهب إليه ابن هشام بأنّها سبع وعشرون، ولكنّه شارك فعلياً بالقتال إلى جانب المسلمين في تسع غزواتٍ، بينما بقية الغزوات كان يديرها وينظمها.
وفي سياق غزوة أحد الذي قتل النبي صلى الله عليه وسلم أبي بن خلف قال ابن القيم رحمه الله:
أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو المسلمين، وكان أول مَن عرفه تحت المِغفر كعب بن مالك فصاح بأعلى صوته: يا معشر المسلمين أبشروا هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار إليه أن اسكت.
واجتمع إليه المسلمون ونهضوا معه إلى الشِّعب الذي نزل فيه، وفيهم أبو بكر وعمر وعلي والحارث بن الصِّمَّة الأنصاري وغيرهم، فلما استندوا إلى الجبل أدرك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أُبَيُّ بن خلف على جواد له يقال له العوذ زعم عدو الله أنه يَقتل عليه رسولَ الله صلى الله عليه وسلم.
فلما اقترب منه تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم الحربة من الحارث بن الصِّمَّة فطعنه بها، فجاءت في تَرقوته، فكرَّ عدوُّ الله منهزماً، فقال له المشركون:
والله ما بك من بأس، فقال: والله لو كان ما بي بأهل ذي المجاز لماتوا أجمعون، فلمَّا طعنه تذكر عدوُّ الله قوله أنا قاتله، فأيقن بأنه مقتول من ذلك الجرح، فمات منه في طريقه بسَرِف مرجعه إلى مكة
والله أعلم.