- عن عياض بن حمار المجاشعي رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( وَأَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ ) رواه مسلم .
- فالمشهور في علم الأصول : ( أَنَّ مَفْهُومَ الْعَدَدِ لَا حُكْمَ لَهُ ؛ فَلَا يَلْزَمُ مِنْهُ نَفْيُ الزِّيَادَةِ ، لَوْ لَمْ يُعَارِضْهُ إِثْبَاتُ الزِّيَادَةِ ؛ فإذا عَارَضَهُ وَجَبَ قَبُولُ الزِّيَادَةِ )
- والحديث ذكر عدد ومفهوم العدد لا يفيد الحصر ، والتخصيص بعدد : لا يدل على نفي الزائد . وعليه : فالحديث يفيد أن هناك غير هذه الأصناف يدخل الجنة - كحديث السبعين ألف الذين يدخلون الجنة من غير حساب ولا عذاب وهم ( هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون ) أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فصافتهم تختلف عن صفات الأصناف الثلاثة الذين وردوا في الحديث السابق .
- وقيل أن الحديث يفيد الحصر : فأهل الجنة لا يخرجون عن هذه الأصناف الثلاثة - حيث عبر ذو السلطان المقسط : هو كل حاكم عادل وكل مسؤول عادل وكل رب أسرة عادل .
- وعبّر بالرحيم رقيق القلب : عن عموم المسلمين ( ذكر وأنثى ) ، فالمسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ، ولا يسلمه ، ويحبه ، ويحب له ما يحب لنفسه من الخير ، ويعطف عليه ويرفق به ويرحمه .
- وعبر بالعفيف المتعفف ذو عيال : فعبر بالعفاف عن تقوى الله تعالى التي تمنع من الوقوع في المعاصي ، ولا يرضى أن يدخل على بيته وعياله الحرام .
- وإذا نظرنا إلى أهل الجنة وصفاتهم في الدنيا فلا تخرج عن هذه الصفات والله تعالى أعلم .