هل سبق وتعاطفت مع شخصية شريرة ما في رواية؟

1 إجابات
profile/بتول-المصري
بتول المصري
بكالوريوس في آداب اللغة الانجليزية (٢٠١٨-٢٠٢٠)
.
٠٨ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
     إن كنت ممن قرؤوا كتاب الفيلسوف والأديب الروسي فيودور دوستويفسكي "الجريمة والعقاب" ولم تتعاطف بصدق مع المجرم روديون راسكولينكوف فقد فاتك الكثير حقًا. إن هذه الرواية النفسية الأدبية الفلسفية هي من أعظم الروايات التي ما زالت تحمل قيمتها الكبيرة كلما قدمت. وما زالت أفكارها الفلسفية موضع ترحيب لكل من يقرؤها. وبالنسبة لي، إنها من أكثر الأعمال الأدبية التي استطاعت أن تجعلني أتعاطف مع المجرم أو الشخص الشرير في قصته داخل الرواية بلا أي شعورٍ بندم أو ما شابه.

     
     إن روديون رومانوفتش راسكولينكوف هو بطل هذه الرواية، وهو شخص قام بالإقدام على عمل فظيع وهو ارتكاب جريمة قتل بالإضافة للسرقة، ثم دخل في صراع نفسي كبير بسبب البحث عن الذنب والحاجة الماسة للاعتراف.

     تدور أحداث رواية الجريمة والعقاب حول هذا الفتى - راسكولينكوف - الشقي الفقير، وهو طالب يدرس القانون ببطرسبرغ ويعيش في غرفة صغيرة مستأجرة. وبسبب فقره المدقع ينام على وسادة من الملابس، ولا يأكل أحيانًا لبضعة أيام حيث أنه لا يملك المال ليسد جوعه.

     ربما الصورة التعيسة التي ظهر بها راسكولنيكوف هي سبب التعاطف الذي يبديه القارئ لا إراديًا عندما يتخيلها. ولشدة فقره؛ فكر في سرقة أموال إحدى أصحاب الرهونات والتي أيضًا كانت سيدة فاسدة. حيث كان ينوي مساعدة المحتاجين من أموالها ثم بدء حياة جديدة غير التعيسة الفقيرة التي كان يعيشها. 

     بسبب تفكير راسكولينكوف الكثير وتردده الواضح أثناء ارتكاب الجريمة - رغم أنه خطط جيدًا لها - بقي خائفًا من أن يكشف أمره، وأن يتم القبض عليه. ومن الأمور المثيرة في الرواية أن عقدة راسكولينكوف وانحداره للجنون كانت سببها شعوره بفشله بالالتزام بالخطة التي وضعها والغضب نحو الجزئيات التي أفسد فيها الأمر.

     ورغم اعتراف راسكولينكوف بالأمر ونفيه إلى سيبيريا هو وحبيبته التي وجهته نحو الاعتراف، بقي متمسكًا بفكرة أنه غير مذنب، وأنه كان على جانب الحق من الفعلة التي ارتكبها، وبقي يظن أنه لو إلتزم بما خطط له لكان الامر نجح ولم يعد يفكر بالموضوع مرة أخرى.

     من الأمور التي تدفع القارئ إلى التعاطف مع بطل العمل غير عوزه الشديد للمال، هي الحالة الشديدة التي دخل بها بعد ارتكابه للجريمة مباشرة، فقد اصيب بالحمى، وبدأ بالهلوسة وغرق بالأحلام والكوابيس التي ما كانت تفعل شيئا سوى أن تزيد من حالته سوءًا. ثم إن ترديده كثيرًا كلامًا نحو عدم شعوره بأنه مذنب قد أثّر عليّ كقارئ بشكل مباشر ولمس دواخلي واستطاع توجيهها نحوه، وخلق التعاطف معه بكل سهولة.


  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة