هل سأضر بالتطور التعليمي وبالمستوى الإبداعي لدى أطفالي إذا حاولت أن أشجعهم على تعلم المعلومات والمهارات الموجودة في مناهج صفوف أكبر من صفوفهم؟

1 إجابات
profile/أريج-عالية-1
أريج عالية
educational consultant في freelance (٢٠١٨-حالياً)
.
١٢ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
     يحاول العديد من الأهل مشاركة المنظومة التعليمية في تعليم أبنائهم أو حتى التدخل في تعليم أبنائهم بالطريقة التي يجدونها مناسبة،  ويبنون هذه المشاركة أو التدخلات من خلال الملاحظات والاستجابات التي يجدونها لدى أبنائهم تجاه التعلم. وهذا أمر رائع من وجهة نظري كمعلمة سابقة إذا كان ضمن حدود المنطق، حيث يمكن للأهل بالتشاور مع المعلم المعني والمرشد التربوي أن يضعوا أطُرًا متخصصة للتعليم خارج الغرفة الصفية، والتوجه نحو الأنشطة اللاصفية واللامنهجية واكتساب مهارات القرن الواحد والعشرين.

    لنتفق هنا على عدة أمور قبل الإجابة عن هذا الاستفسار:
 ما المهارات والمعلومات التي ترغبون في تعليمها لأطفالكم؟ 
 وما مناهج الصفوف التي تودون أن يصلون إليها؟
 وهل سيتقبل أطفالكم هذا التوجه؟

   سأخبركم عن تجربتي الشخصية في هذا الأمر مع ابنتي التي تبلغ الآن إحدى عشرة سنة. كانت أول تجاربي معها عندما كانت في الصف الثاني- كان عمرها آنذاك سبع سنوات-، تحمّستبدايةَ لمنهجية الحساب الذهني، وقد كان ذلك من خلال برنامج لا منهجي باالتعاون بين مؤسسته و المدرسة. وكنت أتابعها وأتولى إرسالها لمقر المؤسسة المسؤولة. إلا انني وجدت بعد فترة عزوفها عن المتابعة، وكرهها حتى للإمساك أو رؤية أوراق العمل والكتاب المعتمد، فتراجعت عن إجبارها عن الاستمرار بهذا البرنامج. 

    قمت بعدها بمراقبة ابنتي وتوجهاتها، فتعجبت لميلها للرسم والقص واللزق والتلوين، وأيضًا اتجاهها لمتابعة برامج الكرتون باللغة الإنجليزية، ومتابعة الظواهر العلمية على هاتفي الجوال. فقمت بتنظيم وقتها ما بين كل هذه المعارف والمهارات، وإرشادها للبرامج الهادفة والتي ساعدتها لاحقًا في إتقان اللغة الإنجليزية بطلاقة، والتحدث بها كما الناطقين بها. كما تطورت هوايتها في الرسم من خلال حضور فيديوهات على قناة اليوتيوب، ومشاركتها في الأنشطة والمسابقات المدرسية. كما أن لديها معلومات ممتازة في الكيمياء والأحياء وعلم الأرض بشكل عام مع ميلها لبعض القنوات العلمية مثل ناشونال جيوجرافيك، مما جعلها قادرة على منافسة أختها الكبرى في المهارات والمعارف السابقة.

    لذا  نصيحتي لكم، عندما تقررون تتبع هذه المنهجية عليكم أن تبحثوا عما يفضله أبناؤكم ويرغبون به حتى يستطيعون مجاراة ما يتعلموه. كما يفضل استشارة مختصصين في التربية والتعليم أو في تعليم المهارات لاختيار الأنسب لهم، دون إغفال تعليم بعض المهارات الحياتية التي لا يمكن الاستغناء عنها مثل مهارات التواصل، والتفكير ، واتخاذ القرار، و إبداء الرأي والمفاوضات، وغيرها من المهارات المؤثرة في وقتنا الحالي. كما أشجع على تعليم أبنائكم بعض لغات البرمجة السهلة والتعامل مع جهاز الحاسوب والانترنت بما يتناسب مع مستوياتهم وحاجاتهم دون ضغط او تخويف أو مقارنة أو غضب. فقط اتركوهم  كي يسلكوا طريقهم بانسيابية ومرونة وحب.

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 3 شخص بتأييد الإجابة