هل حذرت وكالة ناسة فعلاً من أشعة كوزمو أم أنها مجرد إشاعات فيسبوكية

1 إجابات
profile/سندس-الفقيه-1
سندس الفقيه
بكالوريوس في هندسة معمارية (٢٠١٤-٢٠١٩)
.
٢٦ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
"أطفئوا هواتفكم النقالة لهذه الليلة ولا تجعلوها قريبة منكم وقت النوم بسبب الأشعة الخطيرة جدّا التي ستنتج عن هذا التغير"، "تشهد الأرض دخول أشعة كوزمو من خلال كوكب المريخ لذلك أطفئوا هواتفكم النقالة لهذه الليلة ولا تجعلوها قريبة منكم وقت النوم لأنها أشعة خطيرة جداً".

مثل هذه الجمل (التي اضطررت لتصحيح أخطائها الإملائية) يتداولها الناس بين بعضهم على رسائل الواتس أب، والفيسبوك، ولا يحاول أحدهم التأكد هل بالفعل وكالة ناسا أصدرت هذا التحذير؟

في الواقع مثل هذه الأخبار شاعت من سنوات فهي ليست وليدة سنة أو سنتين، وإنما يتم تداولها منذ أكثر من 10 سنوات، حيث يتم تداول نفس الخبر بنفس التعابير، ولا يوجد وقت محدد لها وربما تكررت أكثر من مرة في العام نفسه، ولا زال بعض الناس يصدقونها!

ربما نعذرهم، فعندما يُكتب أن الخبر منقول من قنوات إخبارية ومواقع متسمة بالمصداقية بالنسبة للناس، لا يلبثون إلا أن يصدقوا ويقولوا بالفعل، والبعض قد لا يصدق لكن يبقى وسواس بداخله يقول له: (بلكي صحيح؟)، فيأخذ احتياطاته ويعمل بهذا التحذير بغض النظر عن صحته من عدمها.

هل فعلاً أشعة كوزمو Cosmic Rays أو ما يعرف بالأشعة الكونية تأتي من المريخ وتصل الأرض؟ وإذا وصلت هل هي بهذه الخطورة على الإنسان؟ وما علاقة استخدام الهاتف المحمول بذلك؟

الأشعة الكونية هي في حقيقة الأمر جسيمات كونية عالية الطاقة تصدر من النجوم ومنها شمسنا، ولا تأتي من المريخ أو أي كوكب آخر، وإنما تأتي الأشعة منخفضة الطاقة منها من الشمس على شكل تيار من الجسيمات المشحونة يطلق عليها الرياح الشمسية، أما الجزيئات التي تحمل طاقة عالية، فمن الصعب تحديد أصلها؛ لأنها تنحرف وتستدير في المجالات المغناطيسية الواقعة في الفراغ بين النجوم.

بالتالي فإن هذا النوع من الأشعة مثله مثل أي إشعاع يضرب كوكبنا، فيعمل كل من المجال المغناطيسي والغلاف الجوي الأرضي بمثابة درع يحمي الأرض منها، ولم تصدر أي تقارير عن هذا التهديد لا من قبل وكالة ناسا ولا BBC. 

وأعتقد صار لابد من أن تأخذ تلك الشائعات مكانها، وألا يتم التعامل معها وتضخيمها وتداولها، وأرجو أن يكون استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أكثر إيجابية، وأن ينعدم تداول رسائل الواتس اب على جروبات العائلة دون قراءتها، فيستلمها آخر يقرأها وإذا بها نبأ عن كارثة قادمة لا موقع لها من الصحة فتقوم الدنيا ولا تقعد!