هل حديث (لعن الله زوارات القبور) صحيح، وهل صحيح أن السيدة عائشة رضي الله عنها قد زارت قبر أخيها وكيف يوفق بين ذلك والحديث؟

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٦ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
هذا السؤال ذو شقين :
1- الشق الأول : هل حديث ( لعن الله زوارات القبور ) صحيح ؟
- بعض العلماء قال أنه ضعيف ، وهذا هو الراجح .
- وإن صح فليس المعنى على إطلاقه ، إنما المعنى أن الله تعالى لعن المكثرات لزيارة القبور - حيث يقمن بالنياحة والبكاء على القبر - لأنه قوله صلى الله عليه وسلم : ( كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ) رواه مسلم ، فالخطاب عام للرجال والنساء ، فكيف يتوافق السماح للرجال والنساء بزيارة القبور ،وبنفس الوقت يلعن الله تعالى النساء التي تزور القبور ؟؟؟!!!
- فالتي لا تكثر من الزيارة ولا تقوم بالنياحة والبكاء على القبر فلا يشملها اللعن .
- وزيارة القبور سنة مؤكدة ، وذلك لفعل النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يزور قبور أهل البقيع ويقول: ( السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية، يغفر الله لنا ولكم) رواه مسلم .
- وعن عائشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنها قالت: ((ألَا أُحَدِّثُكم عنِّي وعن رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، قلنا: بلى.. الحديث، وفيه: قالت: قلْتُ: كيف أقولُ لهم يا رسولَ الله؟ قال: قولي: السَّلامُ على أهلِ الدِّيارِ من المؤمنينَ والمُسْلمينَ، ويَرْحَمُ اللهُ المُستَقدِمينَ مِنَّا والمُستَأخِرينَ، وإنَّا إن شاءَ الله بكم لَلاحِقونَ ) رواه مسلم
- ولقوله صلى الله عليه وسلم : ( زوروا القبور، فإنها تذكركم ) رواه مسلم  الآخرة والمقصود من الزيارة الدعاء لهم الدعاء للميتين بالمغفرة والرحمة وذكر الآخرة، وذكر الموت، والتأهب لذلك، هذا المقصود.
2- الشق الثاني من السؤال : هل صحيح أن السيدة عائشة - رضي الله عنها - قد زارت قبر أخيها ؟ وكيف يوفق بين زيارتها والحديث ؟
- قال ابن عثيمين -رحمه الله تعالى في الإجابة على هذا السؤال : وأما فعلها مع أخيها ـ رضي الله عنهما ـ فإن فعلها مع أخيها لم يستدل عليها عبد الله بن أبي مليكة بلعن زائرات القبور، وإنما استدل عليها بالنهي عن زيارة القبور مطلقًا؛ لأنه لو استدل عليها بالنهي عن زيارة النساء للقبور، أو بلعن زائرات القبور، لكنا ننظر بماذا ستجيبه، فهو استدل عليها بالنهي عن زيارة القبور، ومعلوم أن النهي عن زيارة القبور كان عامًّا؛ ولهذا أجابته بالنسخ العام، وقالت: إنه قد أمر بذلك، ونحن وإن كنا نقول: إن عائشة ـ رضي الله عنها ـ استدلت بلفظ العموم، فهي كغيرها من العلماء لا يعارض بقولها قول الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، على أنه روي عنها أنها قالت: لو شهدتك ما زرتك ـ وهذا دليل على أنها ـ رضي الله عنها ـ خرجت لتدعو له؛ لأنها لم تشهد جنازته، لكن هذه الرواية طعن فيها بعض العلماء، وقال: إنها لا تصح عن عائشة -رضي الله عنها-، لكننا نبقى على الراوية الأولى الصحيحة؛ إذ ليس فيها دليل على أن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نسخه، وإذا فهمت هي، فلا يعارض بقولها قول الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .