هل ثبت أن (طه ويس) أسماء للنبي صلى الله عليه وسلم ولماذا سمي بذلك

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٨ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
( طه ويس ) ليست من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يثبت ذلك في الشرع كما يتداول بين عامة الناس، إنما هي من الحروف المقطعة التي ابتدأت في بدايات بعض السور القرآنية.

-فالقرآن الكريم هو معجزة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الخالدة، والتي أعجزت الجن والإنس على أن يأتوا بمثله، وقد تكفل الله تعالى بحفظه من التحريف والتزوير فقال: ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له للحافظون).
- ومن المعلوم أن معجزات الأنبياء كانت من جنس ما يشتهرون به أقوامهم، وقوم النبي صلى الله عليه وسلم (العرب وقريش) كانوا يفتخرون ويشتهرون باللغة العربية وبالفصاحة والبلاغة، فجاء القرآن بنفس اللغة التي يتحدثون بها، وجاءت الأحرف المقطعة التي في بدايات السور من جنس نفس الأحرف التي يتكلمون بها .

وقد خاض المفسرون بمعانيها في عدة أقوال:
- منهم من قال هي اسم من أسماء الله تعالى. فعن ابن عباس ورواية عن علي ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَما ـ أن الحروف المقطعة في القرآن هي اسم الله الأعظم، إلا إننا لا نعرف تأليفه منها.
- ومنهم من قال هي اسم من أسماء القرآن نفسه.
- ومنهم من قال هي اسم من أسماء السورة التي وردت بها .
- ومنهم من قال هي من المتشابهات:  قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ) سورة آل عمران 7

- والقول الراجح أنها جاءت على سبيل التحدي والإعجاز ولا يعلم معناها إلا الله تعالى.

وفائدة معرفة هذه الحروف : أنها معجزة ولا يعلم معناها إلا الله تعالى، وأن القرآن من جنس هذه الحروف العربية.

- والحروف المقطعة في بدايات السور القرآنية تشكل نصف حروف اللغة العربية غير المكرر منها مثل ( الم في سورة البقرة ) , ( الم في سورة آل عمران ) .
- مجموعة في جملة حكيمة هي (نص  حكيم  قاطع  له  سر).
-  وعدد السور القرآنية التي ابتدأت بالحروف المقطعة (تسعاً وعشرين سورة) تبدأ بحروف
- منها ما يبدأ بحرف واحد وهي ثلاث سور هي (ص. ق. ن)
- ومنها عشر سور مفتتحه بحرفين وهي سورة (غافر. فصلت. الشورى. الزخرف. الدخان. الجاثية. الأحقاف. طه. النمل. يس) .
- ومنها ما يبدأ بثلاثة أحرف، وهي: (البقرة. آل عمران. العنكبوت. الروم. لقمان. السجدة. يونس. يوسف. إبراهيم الحجر. الشعراء. القصص).
-  ومنها ما بدأ بأربعة أحرف هما (الأعراف، والرعد) .
- ومنها ما يفتح بخمس أحرف (كهيعص) سورة مريم، و(حم عسق) الدخان.


- والأحرف المقطعة في بدايات السور القرآنية تدل على الإعجاز البياني المتحدى به ، وكأن الله تعالى يتحدى العرب الذين كانوا يشتهرون بالفصاحة والبلاغة والشعر : أن هذه الأحرف من جنس ما تتكلمون به ، وأن هذا القرآن من جنس هذه الأحرف فأتوا بقرآن مثله !!

وقد تحداهم الله تعالى أن يأتي بالقرآن على ثلاثة مراحل :
1- تحداهم أن يأتوا بقرآن كامل مثله قال تعالى : ( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾ سورة الإسراء 88

2- تحداهم أن يأتوا بعشر سور مفتريات : قال تعالى (  أمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) سورة هود 13

3- تحداهم أن يأتوا بسورة مثله قال تعالى : (  أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ سورة يونس 38