قبل النُصح المتعلق بإنهاء أو الاستمرار في العلاقة لا بد أن تقومي بعدة أمور حتى لا تكون ظالمة أو مظلومة مع هذا الشخص:
أولا: التأكد من أنكم تمتلكون مهارات الحوار السليم، حتى تكوني شخص عادل وحكيم لا بد أن تنظري لنفسك ولشريكك ولما لديكم من أسلوب حديث فهل تراعون المعاير التالية أم لا:
- الاستماع؛ في حال كنتم غير قادرين على الاستماع لبعضكم البعض حتى في أبسط الأمور ستظهر المشاكل بينكم، فغياب الاستماع سبب في نفي الفهم بينكم، طوري مهارة الاستماع وانقلي هذا الأثر على شريكك ونبهيه إلى ضرورة هذا السلوك ولاحظي طريقة التعامل مع الاستماع هي يحدث فيها تغيير أم لا؟.
- النقد البناء؛ لا تنتقدوا بعضكم البعض أثناء الحديث والتصرف بناء على نظرة معينة، وفي حال وجود انتقاد معين قدموا ما أمكن من البراهين والدلائل بطريقة فيها حب واهتمام وليس بطريقة فيها تفنيد وكسر شوكة الأخر.
- تقبل الاختلاف؛ القدرة على رؤية ما في الشريك من اختلافات ومحاولة تقبلها سبب في زيادة القدرة على التفهم، المرونة أمر ضروري بينك وبين الشريك ومن أهم الأمور التي لا بد أن تعلميها أن الأشخاص مختلفين وبدرجات كبيرة في صفاتهم وطباعهم وطرق تفكيرهم، ونجد هذا الأمر موجود بين الأخوة الذين نشأوا في منزل واحد وفي بيئة واحدة، فما بالك بشخصين من بيئات مختلفة.
- التفكير قبل الكلام؛ عدم التفكير في الكلام قد يكون سب في إحداث الكثير من الخلافات وعلى أبسط الأمور، فالتفكير في الكلام يعني الأخذ بعين الاعتبار ما لدى الطرف الآخر من مشاعر وأهمية واحترام وتقدير.
- الكتمان وعدم التعبير؛ فقدان القدرة على التعبير عن المشاعر ومواضع الانزعاج تجعل من الخلافات دائمة بينكم، ومن هنا بلا أن أن يكون الحوار مستمر فيما بينكم بطريقة تجعل الخلافات مهما كانت بسيطة موضع مناقشة للوصول إلى نتيجة مرضية.
ثانيًا؛ هل تمتلكون مهارة حل المشكلات؛ الخلافات واردة بين شخصان تعرّفان على بعضهم البعض من مدة قصيرة لكن هل هذه الخلافات تدار وتحل بطريقة صحيحة من خلال:
- تحديد موضع المشكلة: وتتضمن هذه الخطوة النظر للأمر المسبب للخلاف الحقيقي، والابتعاد عن التعميم أو إخفاء السبب الحقيقي في المشكلة، وهنا يمكن أن يكون الخلاف مثلا على نوع طعام أثناء التنزه سويًا، هذا الامر والبسيط بالظاهر قد يكون السبب الحقيقي ورائه أنانية الشريك أو بخلة أو عدم قدرتك أنت على اتخاذ القرار وهنا تحديد المشكلة واقعيًا خطوة أولية.
- تعريف المشكلة؛ بعد تحديد المشكلة لا بد من تعريفها بالنسبة لك وبالنسبة له، ومحاولة مقارنة المفاهيم والمبادئ المتحكمة في وجهات النظر بالمشكلة.
- تجزيء المشكلة والنظر إليها بطرق مختلفة؛ تحديد جزئيات المشكلة ومدى أثر كل أمر فيها عليك وعلى العلاقة، ومحاولة النظر لها من وجهة نظر الشريك يساعد في تخفيف أثر الخلافات، لأنك في هذه الحالة قادرة على تبرير بعض الأمور وفهمها وتقبلها.
- تحديد الحلول الممكنة؛ بعد تحديد المشكلة ومفهومها وتجزئتها حاولي وبشراكة الخطيب وضع الحلول التي تساعد على تجاوز الخلافات.
- تجربة الحلول والقيام بعملية التقييم؛ تنفيذ الحلول المطروحة ومحاولة تقديم التغذية الراجعة عن طريق الحوار والمناقشة القائمة على النقد البناء وإعادة إيجاد الحلول في حال عدم وجود نتيجة مرضية من الحلول المطروحة.
- اتخاذ القرارات؛ وتتضمن هذه الخطوة اتخاذ القرار في إعادة تنظيم العلاقة بناءً على ما تم إيجاده من حلول للمشكلات بوضع الحدود التي تساعد على تخفيف المشكلات قدر الإمكان.
ثالثًا؛ هل تمتلكون الوعي الكافي والمسؤولية الكافية التي تؤهلكم لعلاقة جديدة، وهنا لا بد أن تراعي ما لديك وما لدى الشريك من:
- مفهوم العلاقة والأسس القائمة عليها؛ قد يكون الاختلاف في مفهوم العلاقة فيما بينكم سبب في إحداث المشكلات الكثيرة وعلى أبسط الأمور وهنا لا بد من الحديث والحوار للوقوف على ما لدى كل منكم من مفهوم عن الارتباط والأسس التي تقوم عليه.
- طبيعة الأدوار الاجتماعية في العلاقة؛ عدم معرفة كل منكم للواجبات والحقوق التي عليه سبب في زيادة المشكلات وعليه لا بد من توضيح ما لكم وما عليكم دون غموض أو خجل أو خوف.
- طبيعة المشاعر التي تقوم عليها العلاقة؛ قد تكون المشاعر فيما بينكم غير متبادلة، أو لا تنمو بطريقة صحيحة، فكلما كان الود والإعجاب أكبر كلما كانت هنالك فرصة للمرونة وهنا لا بد من مناقشة ما لديكم من مشاعر متبادلة، ووضع خطة لتوطيد العلاقة بطريقة تسمح بالتسامح والحب والغفران.
- توافق فكري وميول واهتمامات؛ عدم وجود توافق فكري في الأمور الأساسية والتي تشمل القيم والمبادئ والتوجهات سبب في حدوث هذه الخلافات وهنا بشكل خاص في حال وجود هذا السبب أما يكون الحل تطوير المرونة أو الابتعاد وإنهاء العلاقة.
- فوارق اجتماعية وتعليمية واقتصادية؛ وجود الاختلافات في المستوى التعليمي والاجتماعي والاقتصادي سبب كبير في إحداث الخلافات على أتفه الأمور، وهنا يمكن القول أن هذه الفوارق في حال بقي النظر إليها أنها سبب اختلاف لن تنتهي المشكلات، لا على المستوى البسيط ولا على المستوى العظيم.
رابعًا؛ التأكد من أنك أو الشريك لا تمتلكون أي سمات شخصية تسبب المشكلات الكثيرة مثل:
- الأنانية والتمركز حول الذات؛ عدم قدرة أي منكم على إشراك الآخر بما له من أمور وحياة يومية، أو إظهار سلوكيات التسلط والتملك بطريقة فيها أنانية وتمركز حول الذات مع نفي ما للجانب الآخر من رأي واهتمام يعتبر سلوك غير مقبول وسبب حدوث الإشكاليات.
- تحجر الأفكار؛ عدم القدرة على التخلي عن الفكر لوجود عادات معينة وتقاليد لا تتناسب مع الوقت الحالي من كلا الطرفين قد يكون سبب في المشكلات ولا بد من محاولة التحكم بالعقل هنا والنظر للإيجابية والسلبية فيما لديكم من أفكار وإعادة تنظيمها بطريقة تحقق الصحة النفسية في العلاقة.
- التكبر؛ وجود تصرفات من أي منكم فيها تكبر وبعد عن التواضع في مثل هذه العلاقة قد يكون سبب إحداث المشكلات، وهنا لا بد من الابتعاد قدر الإمكان عن النظر للآخر بطريقة فوقية، مما يساعد على إلغاء كافة الفوارق، وفرض المساواة بطريقة تسمح بالعدل، والتقبل والرحمة، والتسامح.
في حال وجود واحدة أو أكثر من الأمور السابقة هنا لا بد من التعامل مع السبب وإعطاء الوقت الكافي والعمل بجد وبنية صادقة من أجل إحداث التغيير ومن ثم إعادة النظر للعلاقة وكيفية التغيير فيها، في حال استمرار الخلافات ما بينكم وعدم القدرة على التوافق يمكن التفكير في الانفصال لأن العلاقة قد لا تنسجم بعد ذلك لوجود فوارق جوهرية لا يمكن تعديلها، أما في حال لحظتي تغيير ما ولو بسيط اعلمي أن افتقاركم للمهارات اللازمة كان السبب في هذه الخلافات وبمجرد امتلاكها ستنعمون بعلاقة فيها الكثير من التفهم والاحترام والحب وهنا يمكن الاستمرار.