قد تسير الحياة بدون أمل، ولكنها ستكون عسيرة جداً، فالأمل هو المحرك الأساسي للحياة، تماماً كالسيارة التي تحتاج لوقود لتستطيع أن تتحرك وتسير، يمكنك أن تنقل السيارة من مكان إلى مكان آخر عن طريق سحبها بالحبال أو حتى عن طريق الونش، ولكنها ستسير بلا طاقة ولا حياة ولا حيوية.
نصائح تساعدك على إيجاد الأمل في الحياة:
- ضع يدك على قلبك وأشعر بنبضه، قدّر أن الله قد أوجد فيك هذا القلب لينبض وليعطيك الحياة؛ احمد الله على كل نفس يدخل لجسدك ويخرج منه، واعلم أن هذا بحد ذاته نعمة... فأنت ما تزال على قيد الحياة لتستمتع بها ولتصطاد الفرص وتستغلها ولتساهم في تطوير هذا الكون.
- كن مدركاً أن عليك الآن مسؤولية وهي أن تؤدي مهامك ودورك ورسالتك فيها... ابحث عن رسالتك، واسأل نفسك "لماذا أنا موجود في هذه الحياة؟"... انظر لتأثيرك على ما ومن حولك لتكتشف رسالتك، فليس هناك كائن على وجه هذه الأرض خلق بلا هدف، فقد تكون رسالتك هي أن تهتم بوالدتك المريضة وتكون سبباً في سعادتها، وقد تكون رسالتك كونك مدرس تربي الأجيال وتؤثر فيهم... بالنسبة لي فلدي رسالة وأمانة أفتخر دائماً بحملها وهي أنني أرافق ابن أختي الذي يعاني من ضمور في الدماغ في رحلة علاجه، فقد حملت هذه الأمانة منذ حوالي عام عندما طلبت من والديه أن يتركاه عندي في عمان بينما تقيم الأسرة في دبي، وذلك لإتمام رحلة علاجه وتأهيله، ولأكون أنا معه جنباً إلى جنب وأشرف بنفسي على ذلك... هذا ما جعل لحياتي معنى، وجعلني أدرك أن هذه هي الرسالة التي اختصني الله بها، ولأستطيع أن أقوم بتأديتها على أكمل وجه، فقد حصل معي ما حصل؛ فقد شاء الله أن أترك عملي في يوم وليلة، وشاء ألا أتزوج حتى الآن، وشاء أن أدخل مجال الإعلام وأتعرف على أناس ساعدوني في رحلتي هذه... فسبحان الله الذي سخرني لهذا الطفل، وسخر وجوده بجانبي لأنه أضاف للحياة طعماً مميزاً رغم تعبها وقساوتها.وإن بحثت حولك ووجدت أنه ليس هناك رسالة لتؤديها فلا تيأس... فقد تكون غارق بتأدية رسالتك وأنت غير مدرك لأهمية ما تفعل، وستظهر لك هذه الأهمية فيما بعد. وقد يكون الوقت لم يحن بعد لاستلام هذه الرسالة، ولكنك في مرحلة التحضر لها... فبالنسبة لي فقد استلمت رسالتي وأنا في الثلاثينيات من عمري، ولكنني اكتشفت أن كل ما حدث معي من قبل ما كان إلا مراحل تحضيرية تسهل علي الطريق... فلا تقلق.
- جد الدافع في الحياة... فقد التحقت العام الماضي بدورة "ABA" أي تحليل السلوك التطبيقي، التي تفسر السلوكيات الإنسانية وتساعد الإنسان على تعديل سلوكياته... وكان المحاضر يركز دائماً على الدافعية والمعززات ويتحدث عن أهميتها في سلوكياتنا جميعاً... فلو كان لديك دافعا قوياً للعمل كجمع مصاريف علاج ابنك مثلاً فستعمل بجد أكثر بكثير من الشخص الذي يعمل ليسلي وقته فقط. كما أن الطالب الذي يعرف بأنه إن درس ونجح في الامتحانات فسيحصل على اللعبة التي يريدها فستجده يجتهد أكثر من الطالب الذي يدرس وينجح ولا يحصل على مقابل في النهاية، حتى لو كان هذا المقابل هو عبارة عن قبلة تقدير من والدته.
- إن كانت ظروفك سيئة فلا تفقد الأمل في الحياة، واعرف أن الفرج قريب، وأنك لو لم تكن تستطيع تحمل هذه الظروف والصعاب لما اختصك الله بها لأنه لا يحمل نفساً إلا وسعها كما قال في كتابه الكريم، وانتظر الفرج لأنه وعد اله لك "فإن مع العسر يسراً".