هل تكف عن مشاهدة الأفلام لمخرج ما أو ممثل بسبب قضية أخلاقية اتُهم بها (كقضية كيفن سبيسي مثلاً)

 

هذا سؤال مثير للاهتمام حقاً, لأن الأجابة ليست بسيطة كما بدا لي في البداية, يعتمد الأمر -بالنسبة لي على الأقل- على الوقت الذي مضى على الانتهاك الذي قام به الممثل, وطبيعة القضية الأخلاقية التي خالفها الممثل وكيف سقطت سمعته إلى الأرض, يعتمد أيضاً على فترة أصدار الفيلم أو المسلسل, فهل صدر هذا الفيلم قبل أم بعد الانتهاك الذي قام به الممثل, هذه العوامل كلها وأكثر تؤثر في حكمي على الموضوع.

ما قد شاهدناه في السنوات السابقة هو ابتعاد  شركات إنتاج الأفلام والمسلسلات عن ممثلين مثل  Harvey Weinstein و Kevin Spacey وهذا بالطبع بسبب جدية الاتهامات الموجهة ضدهم (التي تحتوي الأغتصاب, التحرش الجنسي, وأغواء القاصرين), بسبب هذا تلوثت سمعة هذان الممثلان واصبح التعاون معهما أو العمل معهما يعود بالضرر على من يقوم به.

بطريقة ما فإن القرار ليس قرارنا, مثلا تم إلغاء الكثير من المشاريع الخاصة بـ Weinstein و المثل يعود على  Spacey, ولم تقم Netflix فقط بإلغاء مسلسل House of Cards, ولكنها أيضاً قررت عدم إصدار المسلسل المكتمل الذي يمثل فيه Spacey في دور البطولة, وقام Ridley Scott أيضاً باستبداله بممثل أخر في أحد الأفلام أثناء التصوير, وقام بإعادة تمثيل مشاهد Spacey ليقوم بإبعاده تماما عن هذا الفيلم.

لا أحد يريد مشاهدة Kevin Spacey حالياً لأنه من المستحيل النظر إلى هذا الممثل من دون التفكير في الاتهامات الموجهة ضده, هذه الاتهامات كثيرة في العدد, وهي مزعجة جداً, ولعل هذه أحد ضربات الواقع, لأن الكثير منا يعامل الممثلين كأنهم آلهة, فنحن نحبهم ونحتفل بهم, و نشاهدهم يفوزون في الجوائز ست مرات كل سنة, نعامل آرائهم في كل شيء من الأمراض إلى السياسة بتضخيم و تمجيد, ونقوم بتعليق بوسترات أفلامهم في غرفنا أيضاً. 

وهذه التصرفات لا يمكن أن نشعر بمثلها تجاه ممثل متهم بالتحرش بأولاد في ال14 من العمر, لا يمكنك القيام بصنع بطل من شخص متحرش, ولا أحد يريد أن يستمع لمغتصب يتحدث عن طريقته في دراسة الناس ليعرف كل شيء عنهم ويقوم بالسيطرة عليهم.

ربما في يوم من الأيام سيأتي الوقت الذي يشاهد فيه الناس فيلماً مثل The Usual Suspects أو  Glengarry Glenross ويقدرون فيها موهبة Spacey بشكل متفرق عن تصرفاته كرجل, ولكن هذا لن يحدث في أي وقت قريب, وحتى عندها فلن يتمكن الناس من النسيان الأمر بشكل كامل والمضي قدماً, لأن الأتهامات الموجهة ضده كانت أكثر من مجرد قول كلام مهين أو جرح مشاعر الأخرين.

وبكلمات مختصرة, فأنا أحب طبعاً أن أقوم بفصل الفن عن الفنان, في جميع أنواع الفن المختلفة, ولكن هناك حدود لجميع الأشياء وهذا واحد منها, ودرجة الانتهاك هي المحور المؤثر عندي الذي يحدد فيما كانت بأستطاعتي القيام بهذا الفصل وتجاهل الإنتهاكات والاستمتاع بالأعمال دون التركيز على الأفعال.