في مجال الروبوتات سريع التطوّر، كان الاعتماد قائماً بشكلٍ كبير على البصر واللمس في تشكيل الإدراك الحسي للآلات.
ولكن أُجريت العديد من الأبحاث التي وجدت أن إضافة السمع إلى هذا المزيج سيكون القفزة الكبيرة التالية إلى الأمام، كان أحد هذه الأبحاث قد أجرته جامعة كارنيجي ميلون في ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قال الباحث في المشروع الدكتور ليريل بينتو: "كان الهدف من هذا المشروع دراسة وفهم الدور الذي يمكن أن يلعبه الصوت في الروبوتات".
ولاختبار ذلك، أجرى الباحثون في معهد الروبوتات التابع للجامعة، ما وصفوه بأنه أول دراسة واسعة النطاق من نوعها في التفاعلات بين الفعل الصوتي والروبوتي.
حيث قاموا بإنشاء روبوت، أسموه Tilt-Bot، والذي يقوم بإمالة الأشياء في الدُرج حتى تصطدم بجانب هذا الدُرج. ويتم تسجيل الصوت الناجم عن الارتطام باستخدام ميكروفونات تلامُس.
وقد كانت النتائج مُبشِّرةً إلى حدٍ ما، حيث نجحت الروبوتات التي تستخدم الصوت في تصنيف الأشياء بما نسبته 76% من الوقت. وأشارت النتائج أيضاً إلى أهمية الأصوات وفائدتها الحقيقية في فهم ماهيّة الشيء الذي يُنتج الصوت، وما الإجراء الذي تمّ تطبيقه عليه، بالإضافة إلى الخصائص الفيزيائية له.
حتى في الحالات التي فشل فيها الروبوت، فقد كان الأمر مُتوقعاً، فبطبيعة الحال، فإنّ الصوت وحده لن يُساعد الروبوت على التمييز بين كتلة حمراء اللون وأخرى خضراء، لكن إذا كانت الأشياء مختلفة فيستطيع بنجاح التمييز بين كتلة ما، وفنجان مثلا.
تُعد خاصيّة الصوت، أمراً هامّاً في الأماكن التي لا توفر فيها طرائق الاستشعار الأخرى مثل الرؤية أو اللمس معلومات، مثل التعامل مع الأشياء في أماكن الإضاءة المُنخفضة، أو أي شيء يُمكن أن يُعيق رؤية الروبوت.
أشهر الأدوات التي تعتمد على الصوت، هي المساعد الافتراضي Siri، و Google talk اللذان يعتمدان طريقة للتعرّف على الصوت تسمى beamforming، حيث يُسجّل هاتفك صوتك، ويعمل على التقليل من ضوضاء الخلفية على الصوت، ثم يحاول معرفة ما قلته. ومع ذلك، هناك شروط: يجب أن تكون قريبًا من الميكروفون بشكل معقول، ويجب أن تتحدث فيه بوضوح.
في عام 2012 طور الباحثون في شركة هوندا روبوتًا اسمه Hearbo (الذي يرمز إلى HEARing Robot)
تتيح طريقة Hearbo، المُسمّاة HARK، للروبوت الاستماع إلى ما يدور حوله، وتحديد الأصوات في الفضاء، وفهم ماهيّتها، والاستجابة لها بشكل مناسب. ويمكنه القيام بكل هذا في الوقت الفعلي - ولا حاجة له للتوقف عن الاستماع وتحليل ما قاله أحدهم. تمنح HARK أيضًا Hearbo نطاق استماع أوسع مما يسمح به beamforming، ويتيح استقبال الصوت من أكثر من مصدر في وقت واحد.
المصادر:
technologynetworks.comcreatedigital.org.autechhive.com