نسمع يومياً عن حوادث المرور ونشاهدها دوماً في كل مكان سواء أكانت على الطرق أو في مواقف السيارات أو على التلفاز، إذ تُحْصد كثير من الأرواح على الطرق والتي تُعتبر مأساوية في بعض الأحيان، وتتحدث دراسة أمريكية عن أن 1 من 6 حوادث مرورية يعد قاتلاً في المتوسط.
وبرأيي الشخصي بالرغم من أنه لمْ يسبق لي أنّ تعرضت لأي حادث سير وأسأل الله أن يُبعد عنا وعنكم كل أنواع الأذى والشرور، ولكن هناك أقارب لي خاضوا هذه التجربة القاسية وقد شاهدت بعيني مقدار الضرر سواء أكان على الصعيد المادي أو المعنوي للمصابين وعائلاتهم، إذ تُعَد حوادث المرور من أكثر الفواجع التي تحصد الأرواح لكونها قد تلحق أضرارًا جسدية تسبب إعاقات دائمة للمصابين قد تَبْقى مصاحِبتهم مدى الحياة.
ومن خلال اطلاعي على العديد من المقالات، فلا يوجد إجماع على نوع معين من الحوادث وتصنيفه بالأكثر سوءاً، ولكن يمكن أن نوضح هنا قائمة بأسوأ 5 أنواع لحوادث المرور والتي يعاني منها روّاد الطرق وتُعَد قاتلة ومضرة بممتلكاتهم وأرواحهم:
الاصطدام الأمامي مع جسم ثابت أمامك
يُعد هذا النوع من التصادمات من أشد الأنواع خطورة وأكثرها تسببًا للوفاة، والذي يُمثل اصطدام المركبة مع جسم ثابت موجود على الطريق، وتتحدث بعض التقارير على أن السرعة النسبية لهذا النوع من التصادمات أكثر من الأنواع الأخرى؛ فإذا كانت المركبة تسير بسرعة 64 كيلومتر لكل ساعة، فإن التصادم الناتج يوازي تصادمًا بسرعة 128 كيلومتر لكل ساعة.
وننوه إلى أن شركات السيارات قامت بعمل كثير من اختبارات التصادمات للمركبات الحديثة باستخدام الدمى وزودتها بأكياس هوائية للتصادمات المباشرة، إذ تُساعد تلك الأكياس على امتصاص الصدمة وتُقلل إلى حد كبير الضرر الناجم عنها، وتحمي السائق من شظايا الزجاج الناجم عن تحطم الزجاج الأمامي والجانبي للمركبة.
الاصطدام الجانبي
تُصمم السيارات لامتصاص الصدمات الأمامية والخلفية، لذا فإن هذا النوع من التصادمات يُعتبر مميتًا إذا كانت سرعة السيارة مرتفعة، إذ يمتص جسم المركبة حوالي 5% من تأثير الصدمة فقط ويتلقى جسم سائق المركبة كامل قوة الضربة، ويحدث التصادم الجانبي عند التقاطعات على الطرق خصوصًا تلك التي يميل فيها السائق إلى اليسار، إذ تسير عندها المركبة عكس حركة السير.
الاصطدام الذي يسبب انقلاب السيارة الجانبي أو الرأسي
يحدث هذا الانقلاب في جميع أنواع المركبات، ويعتبر هذا النوع من التصادم خطر جدًا، إذ يكون جسم الراكب معرض للتصادمات داخل السيارة سواء بالجسم الداخلي للسيارة أو الزجاج المتطاير من الحادث، وبالعادة يحدث الانقلاب للمركبة عند المنعطفات الحادة والسريعة أو عند قيام سائق المركبة بتلافي خطر محتمل أمامه، مما قد يؤدي به إلى انقلاب السيارة سواء أكان انقلابًا جانبيًا أو رأسيًا.
تؤدي القيادة بسرعات عالية إلى الانقلابات، إذ يفقد السائق السيطرة على المركبة عند المنعطفات وعندها يصعب عليه إيقافها أو التحكم بها عند حدوث طارئ أمامه أثناء القيادة على الطرق، كما قد يؤدي الضغط المفاجئ على المكابح إلى انقلاب السيارة على الجانب بسبب تحول مركز الجاذبية فيها، وتتسبب هذه الانقلابات في إصابات خطيرة للسائقين وركاب المركبة وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى الوفاة أو إصابات خطيرة قد ترافق المصاب مدى الحياة.
الاصطدام الأمامي وجها لوجه مع مركبة معاكسة
يختلف هذا النوع من الاصطدام عن النوع الأول المتمثل بالاصطدام بجسم ثابت، إذ تتلقى كل مركبة القوة الدافعة الناتجة من المركبة الأخرى إلى أن تتوقف كلتا المركبتين عن الحركة كليًا، وتشير الدراسات إلى أن 58% من الحوادث الناتجة عن الاصطدام الأمامي المباشر بين المركبات يؤدي في نهاية المطاف إلى كارثة وتسبب الوفيات.
قطع أو قص هيكل المركبة
إذا تسبب الحادث في قطع جسم المركبة أو انبعاج المعدن وانطوائه على ذاته، فإن ذلك يؤدي دون أدنى شك إلى تعريض السائق والركاب إلى خطر كبير، وبسبب هذا النوع من الحوادث، قامت شركات السيارات بتدعيم هيكل السيارات الحديثة مما قد يساعد جسم المركبة على منع امتصاص الضربة بشكل كامل، وبالتالي سيؤدي إلى حماية الأشخاص الموجودين في السيارة وتقليل الضرر الذي قد يلحق بهم، لكن، تحتوي بعض المركبات على هيكل سيارة مدعمة من جهة السائق فقط، مما قد يعرض باقي ركاب المركبة إلى خطر كبير يؤدي بهم إلى الوفاة.
لكن، ما الذي يمكن أن تقوم به إذا تعرضت لحادث سيارة أو شاهدت حادثًا أمامك على الطريق؟
إذا تعرضت لحادث على الطريق أو شاهدت حادثًا أمامك وكنت قادرًا على الحركة، فاطلب العلاج الطبي من مراكز الإسعاف الموجودة في منطقتك. لا تستخف بتأثير الحوادث، حتى لو كان التأثير طفيفًا، فقد تسبب الكثير من الإصابات لاحقاً أو الوفاة، لذلك راجع فورًا الطبيب المختص للتأكد من سلامتك وخلوك من أي إصابة قد تسبب لك إعاقة دائمة على المدى البعيد.
ولاستباق حدوث التصادمات والحوادث بكافة أنواعها، هناك مسؤولية تقع على عاتق كل من الدولة وجميع أفراد المجتمع، حيث يجب على الجهات المختصة تأهيل الطرق جيدًا للسائقين ونشر الوعي بمخاطر الحوادث على مستوى طلاب المدارس والجامعات والمعاهد، كما يجب تشديد الرقابة على معاهد التدريب الخاصة بإصدار رخص القيادة، ومن ناحية المجتمع، يجب على السائقين أنفسهم إجراء صيانة دورية لمركباتهم وتغيير الإطارات بشكل دوري لتلافي وقوع حوادث على الطرق في المستقبل، كما يجب الالتزام بالسرعات المحددة على الطرق وعدم القيادة بتهور.