هل تعتقد أن الإنسان يميل للعزلة أكثر كلما تقدم بالعمر وما السبب في رأيك؟

1 إجابات
profile/الاء-الفارس
الاء الفارس
بكالوريوس في طفولة مبكرة (٢٠٠٧-٢٠١١)
.
١١ نوفمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
يبدأ الإنسان منذ طفولته بتكوين علاقاته الإجتماعيه وتوسيع هذه العلاقات فيكون للطفل مجموع أصدقاء كبير في المدرسه والحي الذي يقطن به والأقارب وأبناء المعارف, وتبقى هذه الدائره تتسع في مرحلة المراهقه والشباب, وذلك لما لمتطلبات الحياة من حاجة إلى التفاعل مع الأخرين, ولكن في مراحل الشباب المتأخره يبدأ الإنسان بتشكيل نوع معين من العزله ولا تعد عزله مرضيه وإنما يمكن القول أنها عزله صحيه نفسيه, حيث نرى أن الإنسان يبدأ بتقليل عدد الأصدقاء المقربين له بحيث تقتصر على عدد صغير قد لا يتجاوز الصديقين, كما أن العلاقات الإجتماعيه يكون التفاعل فيها بالحدود القليلة وتخف وتيرتها عما كانت عليه سابقاً, حتى في علاقات العمل تقتصر على عدد محدود, وهنالك أسباب لهذه العزله الإرادية التي يمل إليها الإنسان ويلجأ إليها وهذه الأسباب:

تغير المفاهيم لدى الإنسان: نتيجه التفاعل مع مواقف وتجارب الحياة المختلفه تختلف المفاهيم التي كانت لدى الأنسان في سن صغير بما يتعلق بمفهوم الوقت واستغلالة, مفهوم الصداقه وقيمتها كما يختلف نضج ووعي الإنسان نحو الحياة ومفاهيمها وقيمها وعلاقاتها, فما كان يقع ضمن مفهوم التفاعل الإجتماعي الكبير لديه ضمن مجموعه كبيره من الناس أصبح يختصر على عدد قليل من الأصدقاء والمعارف, ويصبح معنى الحياة لدى الإنسان كلما كبر ضمن مفهوم التأمل أكثر منه ضمن مفهوم المنافسه والإنجاز التي تطلب التفاعل الكبير مع الأخرين.

 أخذ قسط من الراحة: قد يجلأ الإنسان للعزله كلما كبر لتخفيف وطأة ضغوط الحياة فقد يشعر الإنسان مع الكبر بكميه جهد وتعب جسديه ونفسيه فالعزله تمثل سبب الراحة للإنسان فمن خلال العزله يبتعد عن كل الواجبات الإجتماعية التي تزداد مع زياده عدد الأفراد من حوله, وتعد العزلة في بعض الأحياة وسيلة للشخص الكبير للإستمتاع بالحياة والطبيعة من حولة, (ونرى ذلك بشكل كبير في المجتمعات الغربيه)

يلجأ الإنسان للعزلة في الكبر لتعزيز ما يشعر به من مفاهيم وعقائد , فنرى الكثير من الناس في عمر كبير يقضون وقت كبير من الحياة في العبادات وفعل الخير , فهم في هذه المرحلة وصلوا لمفهوم ومغزى الحياة, فالإنسان يمضي في هذه الحياة ويعارك من أجل تحقيق أمور كثير وقد يكون قد غفل عن معناها الحقيقي إلا أن الكبر والتقدم في السن يعطي هذا الوعي للإنسان فإختلاف الإهتمامات ضمن الحياة وإختلاف الإتجاهات وإختلاف الأهداف يكسب الإنسان النضج كلما تقدم في العمر والذي يؤثر على إتخاذه العزلة بشكل إرادي ولتشكيل أثر إيجابي صحي عليه, (الإنسان خلق للإستخلاف في هذه الأرض ولعبادة الله ونشر الإصلاح), وقد تكون مراحل الحياة الأولى تتسم ببعض الأنانيه لتحقيق كل ما للنفس من حاجات وبالتالي التفاعل الإجتماعي مطلوب لتحقيق المصالح الشخصيه والتي تخف كلما تقدم الإنسان في العمر.


العزلة في الكبر لا تعد عزلة كاملة وإنما هي عزلة في بعض جوانب الحياة أو بعض التفاعلات المجتمعيه, وهي عزلة ذات فوائد وإيجابيات, وهي مظهر من مظاهر النضج لدى الإنسان إن أمكن القول, فهو يلجأ للعزله عندما يرى المعنى الحقيقي لكل شيء من حوله, ولا نقصد بهذا القول نشر التشاؤم والسلبيه (حول أمور الحياة ومتاعبها )فما نقصده من معنى لهذه العزله هو معنى إيجابي.

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة