هل تظن أن الجمال هو جمال الروح؟

 العيون الواسعة والملوّنة، الأرجل الطويلة، الشعر الناعم والطويل، وغيرها من العلامات ومقاييس الجمال الّتي وضعها البشر عبر العصور، وتغنّى بها الشعراء والفنّانون وجسدها الرسّامون في لوحاتهم، لكن ومع كلّ ذلك تبقى هذه العلامات تحمل لعنة الفناء، وتمشي على مخطّط زمنيّ يحدّده القدر بحيث أنّها تبدأ بالبزوغ عند فجر الشباب، وتغرب في عتمة ليل الكبر.

"عندما تعجبنا الروح تعجبنا الملامح، حتّى وإن لم تكن جميلة."

- نزار قبّاني.

بتلك الكلمات لخّص الشاعر العظيم نزار قبّاني مفهومه عن جمال الروح، وكيف يتجسّد في تفاصيل الملامح، ويعطيها بريقها ليجعل من اي عتمة نورا يضيء الوجوه، ويجعل من الجمال عنواناً يترأّس رسائل الجمال بصورة سرمديّة تخلو من مفهوم الفناء. 

يمكن أن تجد هذا النوع من الجمال في أبسط التفاصيل، في لوحة تجسّد روح من رسمها، أو في كتاب يعكس حكاية نسجها الكاتب من روحه، أو في مقطوعة موسيقيّة لناي يأنّ بصمت ليسمع العالم صدى صوت روحه في الحانة. 

إنّ علامات الجمال الحقيقيّة برأيي تكمن في الطيبة الخفيّة الّتي لا نراها بأعيننا لكنّنا نستطيع أن نلمسها بقلوبنا، تختبئ وراء كلّ فعل خير نمر من جانبه، وكلّ محبّة موجودة في نفوس البشر، كلّ انعكاس لصورة الروح العذبة في عيون إنسان، الّتي تجبرنا على الاقتراب من حاملها ليتخلّل شعور الاطمئنان في قلوبنا وترتبط السعادة بأرواحنا.

لذلك من وجهة نظري إن مقولة الّتي تتلخّص بأنّ الجمال هو جمال الروح هي من أكثر الحقائق وجوداً في حياتنا، إذ إنّها تتجلّى في جميع تفاصيل حياتنا لا نراها إلّا إذا أمعنا النظر في التفاصيل، وتعمّقنا في مكنونيّات روح البشر لنستخلص الجمال من عيونهم الّتي تجسّد نافذة أرواحهم وبوّابة عالمهم الداخليّ الّذي يحمل الجمال بكلّ زواياه.