نعم تصح ، لأن الدعاء والذكر بين السجدتين ليس ركناً من أركان الصلاة بل سنة من سنن الصلاة ، إنما الركن هو الجلوس بين السجدتين هذا ركن وكذلك الاطمئنان في الجلوس بين السجدتين ركناً آخر .
- أما لو نسي المصلي الذكر والدعاء بين السجدتين فلا شيء عليه وصلاته صحيحة ومقبولة إن شاء الله تعالى .
- أما الذكر والدعاء المستحب بين السجدتين هو ما رواه ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ، وَارْحَمْنِي ، وَاجْبُرْنِي ، وَاهْدِنِي ، وَارْزُقْنِي) رواه الترمذي وصححه الألباني .
- وورد في رواية أخرى: (وعافني وارفعني).
- والأفضل والأحوط للمصلي أن يأتي بهذا الدعاء كاملاً (سبع كلمات ) وهي: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ، وَارْحَمْنِي ، وَاجْبُرْنِي ، وَاهْدِنِي ، وَارْزُقْنِي ، وَعَافِنِي ، وَارْفَعْنِي).
- وغالب الناس لا يعرف هذا الذكر والدعاء السابق ويقتصرون على قول (رب اغفر لي ولوالدي) وهذا ما تعلمناه نحن في المدارس وورثناه عن والدينا أعزهم الله في الدنيا والآخرة .
ولكن الذي ورد هو (اغفر لي رب اغفر لي) فلم يذكر الوالدين في الحديث - فعَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ َكَانَ يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ: (رَبِّ اغْفِرْ لِي ، رَبِّ اغْفِرْ لِي). رواه النسائي وصححه الألباني .
- وللعلماء في حكم هذا الدعاء أقوال :
أولاً : جمهور أهل العلم : قالوا لا بأس به وهو من الأدعية المستحبة لأنه ليس من واجبات الصلاة .
ثانياً : أما مذهب الحنابلة فقالوا أن هذا الدعاء واجب لمواظبة النبي صلى الله عليه وسلم على الدعاء بين السجدتين ؛ ولأن جميع أفعال الصلاة لا تخلو من ذكر الله ، وسائر هذه الأذكار واجبة ، فكان حكم الذكر بين السجدتين حكمها. والواجب منه أن يقول : ( رب اغفر لي ) مرة واحدة ، والزيادة مستحبة .
- والقول الراجح هو ما ذهب إليه الجمهور من القول بالاستحباب، لعدم وجود دليل صريح يدل على الوجوب ، وهو اختيار بعض الحنابلة أيضاً .