هل تصبح الهجرة واجبة على من أسلم ولم يستطع إظهار شعائر دينه في بلاده

1 إجابات
profile/إنعام-عبد-الفتاح
إنعام عبد الفتاح
بكالوريوس في أصول الدين (٢٠٠١-٢٠٠٥)
.
١٩ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
 الأدلة من القرآن الكريم  والسنة الشريفة  تدل على عدم جواز إقامة المسلم بين الكفار في ديار الكفر، فقد قال الله تعالى: " إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا  كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ  قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً  فَتُهَاجِرُوا فِيهَا  فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً " ( سورة النساء، الآية:  97 ) 

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أَنَا بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ  يُقِيمُ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُشْرِكِينَ"  ( رواه أبو داود وصححه الألباني)   

وهذا مَحمول على من لم يأْمن على دِينه، ولم يتمكن  من  إظهار شعائر دينه فيها. 


فالهجرة واجبةٌ - إذا قدر عليها-  على من يخشى على نفسه الفتنة ، ولم يستطع إقامة شعائر دينه، ولو كان من أهل البلاد ممن أسلم حديثاً .


 وتصير الهجرة غير واجبة على من يَعْجز عنها  لِمَرضٍ, أَو حَبْسِ، أو إكراهٍ على الإقامَة, أَوْ ضَعفٍ كالنساء والوِلْدان، بشرط أن يأمن على نفسه من الشهوات والفتن،  يقول الله تعالى : 
 " إلا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلا " ( سورة النساء، الآية: 98 ) 


 وتكون  الهجرة غير واجبة ولكن مستحبة، إذا  قدر المسلم على إظهار شعائر دينه، إذ تصبح الهجرة بهذه الحالة مستحبة  ليتخلص من مخالطة الكافرين  ورؤية منكراتهم. 


  أما  في زماننا  فتبدلت الأحوال  وأصبحت البلاد الإسلامية كغيرها، جميعها  ليست مُعينةً  على التزام الدين،

 بل  لعل  بعض البلاد غير الإسلامية أفضل في إعطاء المسلم حرية التدين والعبادة من كثيرٍ من البلاد الإسلامية اليوم،  

وعليه قال العلماء أنه  من غير السليم  إعطاء  حكم عام لجميع البلاد ولجميع الأشخاص، بل لكل مسلم حالته الخاصة به، وبالتالي يُفتى بحكمٍ خاص.