أصبحت الرموز التعبيرية نوع من أنواع التعبير عن الثقافة في مناطق مختلفة من العالم، بدأت حياتها كحالة تضيف سياقً عاطفيًا للكلمات الجافة في الرسالة - فمثلًا عند إرسال وجه مبتسم فهذا مؤشر على أنك تمزح أو تضحك. ومع تزايد شعبية هذه الرموز، ازدادت أيضًا مجموعة من الفعاليات والممارسات التي تستخدم من أجلها. ففي الوقت الحاضر، أصبح بالإمكان توظيفها في كل شيء تقريبًا، بدءًا من التعبير عن الولاءات والاهتمامات السياسية إلى توجيه التهديدات ومكافحة التنمر عبر الإنترنت. لذلك أصبحت الأمور خارجة عن السيطرة في أحيان كثيرة، لظنّ بعض الجماعات أن باستطاعتهم استخدامها في كل مكان وزمان، وبأي سياق. وهذا أدى لإكسابها أدوارًا مبالغ بها، ووصلت لحد النفاق الاجتماعي والازدواجية في التعامل مع الآخرين.
وقد لمست ذلك مرارًا في بعض مجموعات التواصل الاجتماعي، فقد تكون الدعابة الصادرة عن شخص ما ليست مضحكة في الحقيقة، لكن تجد لها صدى بسبب مركز هذا الشخص ومكانته في المؤسسة أو الشركة ورغبةً في التملق له، فقد يكون المدير أو ظل المدير والعصفور المغرد له، ولتجنب الاصطدام معه، يتم الرد على دعابته الباردة بإيموجي محايد، أو إيموجي يعبر عن طبيعة الشخصية المنافقة في الطرف الآخر. كما أن كثرة المديح باستخدام هذه الوجوه التعبيرية، وما برز لاحقًا بصناعة ما يشبه الشخصيات سواء على الواتس اب أو على الفيس بوك( الأفاتار) زاد من شريحة المبالغين والمنافقين وغير المضحكين بطبيعة الحال.
ويزداد الأمر سوءًا بإدراكك أن إرسال بعض هذه الرموز التعبيرية هو إشارة لأمر مخالف من شخص لآخر، بسبب إطلاعك على الطبيعة الخفية للمرسل، ولبسه رداء الشخص المسلي لكنه ذو مآرب غير واضحة. هنا تقف حائرًا! هل فعلًا هذا الرمز التعبيري قد أُرسل لما هو أهله، أم المقصود رسالة مبطنة أو ايحاءات غير رسمية وغير لفظية خفية؟.
فعلًا! أشعر ببعض من الابتذال أو المبالغة أو النفاق في حالة واحدة، أن تكون الشخصيات ( المُرسل والمُرسل إليه) معروفة بالنسبة لي، أو في حال تكرار إرسال الرسائل بهذه الرموز التعبيرية فقط دون كلام واضح مما يجعل الأمر المتداول والمألوف هو ضرب من التكرار الممل.