هل تختلف صيغة التسليم في الصلاة ما بين المذاهب الأربعة ولماذا؟

إجابة
rate image أضف إجابة
حقل النص مطلوب.
يرجى الانتظار
إلغاء
profile image
د. محمد ابراهيم ابو مسامح ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية . 1618759361
يعتبر التسليم هو آخر ركن من أركان الصلاة (التسليم الأول) فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الصلاة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مِفتاحُ الصَّلاةِ الطُّهورُ، وتحريمُها التَّكبيرُ، وتحليلُها التَّسليمُ، ولا صلاةَ لمن لَم يَقرأ بالحمدُ وسورةٍ، في فريضةٍ أو غيرِها) أخرجه الترمذي وحسنه الألباني. -وعليه: فيكون التسليم هو بمثابة الانتهاء والانصراف من الصلاة بحيث يحل للمسلم ما قد منع عنه أثناء الصلاة.

- ولفظ التسليم الوارد في بيان صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم هو قول: السلام عليكم ورحمة الله مع الالتفات إلى اليمين وكذلك في جهة اليسار.

- وللعلماء أقوال في ألفاظ التسليم وصيغه منها:
أولاً: مذهب الحنابلة قالوا بوجوب قول: "السلام عليكم ورحمة الله"، لا يجزئه غير ذلك. وذهب الحنابلة إلى أن التسليمتين ركن من أركان الصلاة.

ثانياً: مذهب الشافعية قالوا أن السلام ركن من أركان الصلاة ولا تصح الصلاة إلا به، ولا يقوم غيره مقامه. - أقل التسليم عندهم هو: أن يقول السلام عليكم، فلو أخل بحرف من هذه الأحرف لم يصح سلامه، فمثلا لو قال السلام عليك فقط، أو قال سلامي عليك، أو سلام عليكم، أو السلام عليهم، لم يجزه بلا خلاف، فإن قاله سهوا لم تبطل صلاته، ولكن يسجد للسهو، وتجب إعادة السلام، وإن قاله عمدا بطلت صلاته، إلا في قوله السلام عليهم، فإنه لا تبطل الصلاة؛ لأنه دعاء لغائب، وإن قال: سلام عليكم بالتنوين، فوجهان مشهوران. انتهى.

ثالثا: مذهب المالكية قالوا يجب لفظ السلام عليكم. قال الدردير: (وثاني عشرتها سلام عُرِّفَ بِأَلْ) لَا بِإِضَافَةٍ كَسَلَامِي أَوْ سَلَامُ اللَّهِ وَلَا بِالتَّنْكِيرِ، فَلَا بُدَّ مِنْ (السَّلَامُ عَلَيْكُمْ) بِالْعَرَبِيَّةِ وَتَأْخِيرُ عَلَيْكُمْ، فَإِنْ أَتَى بِمُرَادِفِهِ بَطَلَتْ. -كما أن الواجب في التسليم هو تسليمة واحدة، ويستحب عندهم للمأموم أن يسلم مشيرا إلى جهة الإمام ردا عليه، ويسلم سرا كذلك على يساره إن كان به أحد.

-قال الشيخ أحمد الدردير في الشرح الكبير ممزوجا بنص خليل وهو يذكر سنن الصلاة: والحادية عشر: رد مقتد على إمامه مشيرا له بقلبه لا برأسه، ثم يسن رده على يساره وبه أحد أي من المأمومين أدرك ركعة مع إمامه ولو صبيا، أو انصرف كل من الإمام والمأموم. انتهى. أي ولو انصرف كل منهما قبل سلام المأموم.

- ففي صلاة الفرض فلا توجد تسليمة ثانية في السلام الواجب.

- أما ما يقوم به المأموم من التسليم في صلاة الجماعة فإنه يسن للمأموم أن يرد به سرا على الإمام وعلى المأموم الذي على يساره إن صلى على يساره أحد فقد أوضحنا أن هاتين التسليمتين مما يسن للمأموم، ولا يلتفت بهما بل يسلم ردا على الإمام والمأموم الذي عن يساره مشيرا بقلبه لا برأسه.

رابعاً: أما مذهب الحنفية فقد قالوا: أن السلام ليس بواجب ولكنه مستحب في الصلاة، ويخرج من الصلاة عندهم بكل مناف للصلاة.

- أما صيغة: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فهي ليست من عبارات التسليم في نهاية الصلاة، إنما هي من عبارات التشهد، ولا بد أن يؤتى بها في موطنها منه، وتبطل صلاة من لم يأت بها عمدا في تشهده الأول عند الحنابلة الموجبين للتشهد الأول، ومن لم يأت بها في موضعها من التشهد الأخير، فصلاته باطلة عند الشافعية والحنابلة القائلين بفرضية التشهد الأخير، وتغيير موضعها إلى ما قبل السلام غير مشروع، بل هو عبث بكيفية الصلاة.

- وخلاصة القول: أن الذي ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الإتيان بالتسليمتين في الصلوات المكتوبة، فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم عن يمينه ويساره: " السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله " حتى يرى بياض خده. رواه أحمد ومسلم والترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجه 

وعن عامر بن سعد عن أبيه قال: (كنت أرى النبي صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه وعن يساره حتى يرى بياض خده). رواه أحمد ومسلم والنسائي وابن ماجه. 
380 مشاهدة
share تأييد