هل تخبرنا عن تجربة تعرضت فيها للأذى من شخص وما الذي تعلمته من هذه التجربة ؟

إجابة
rate image أضف إجابة
حقل النص مطلوب.
يرجى الانتظار
إلغاء
تعرضت للإبتزاز على يد شخص أحببته, لم أكن أعرفه حق المعرفة كما يتخيل البعض, ولكنني كنت أحبه, يمكنك أن تقول أنه حب من النظرة الاولى, وكان متبادلاً حسب ما كان يصلني من ناحيته. كان شخصاً مضطرباً بشكل واضح, وربما انجذابي للمضطربين نفسيا هو ما دمر نفسيتي في وقتها, كان يعاني من الغضب الشديد, الغرور الشديد, النفور والابتعاد الشديد, والاكتئاب المؤذي لنفسه ولمن يحيطه.

في رأيي انه مُحتقر للنساء وكاره لهن. إن نظرت الى الموقف من ناحية خارجية محايدة ستقول أنه في تلك الفترة كان شاذاً عن طبيعته الدائمة. كان يعيش فترة إكتئاب مؤدية الى تصرفاته المروعة, أي انه في حالة كان مرتاحاً نفسياً, لكانت تصرفاته مغايرة.

على كل حال طلب مني هذا الشخص في حالة غضب وشرور طلباً مهينا لأي فتاة, ومنافيا لأخلاق وتفكير الانسان السليم عقليا ونفسيا, اصبت وقتها بصدمة مهولة أثرت علي بشكل مخيف جدا وخصوصا انها كانت فترة امتحانات نهائية.

عندما اقول ابتزاز, أعني ان لدى الشخص طلبات او شروط يجب عليك تنفيذها, وفي حال عدم تنفيذها سيقوم بتهديدك وتخويفك بأية مادة خام يملكها ضدك, لم يكن يملك أي شيء ضدي حرفيا, بل كان حانقا غاضبا مهتاجا وحاقدا على كل شيء وكل شخص.

تداركت الامر في وقتها وحُلّت الامور ولكن هذا الموقف كان له الاثر الاكبر على شخصيتي وتفكيري الحالية, تعلمت الكثير الكثير منه, ولو قابلت هذا الشخص الآن لربما كنت شكرته.
من بعده أصبحت اكثر حرصاً, اكثر حذراً, اكثر تأنياُ في قراءة الناس واستنباط الجيد منهم من السيء, يمكنني ان اقول, مع تجاربي الكثيرة, الان اصبحت قادرة على قراءة الشخصيات, الأوجُه والنبرات وأساليب الكلام, مما ساعدني جدا في إنتقاء أصحابي, او إنتقاء من أود الكلام معهم حتى لو كان سطحيا, ومن يثيرون فيّ الريبة وأبتعد عنهم.

أصبحت اكثر قوةً وصرامةً وحزماً, لا أخاف من أحد, وأدركت اكثر أن من يقوم بفعل التهديد هو الشخص الجبان فقط, الذي لم يجد ولا وسيلة للعيش والمقاومة والكفاح غير ابتزاز الناس وتخويفهم, مستمدين القوة ورباطة الجأش الزائفين طبعا من خوف الناس.

لذلك نصيحتي لأي شخص يتعرض للتهديد من جبناء وحثالة المجتمعات, اولاً لا تخف, من ينو أذيتك فعلا, لن ينتظر حتى يهددك ويدرس ردود فعلك, لو كان مُصراً على تنفيذ جريمته لنفّذها من غير أن تعرف, الجبان فقط هو من يهدد, ثانيا, الشرطة موجودة, والآن بوجود قانون الجرائم الالكترونية والكثير من أصحاب النخوة الذين يساعدون الفتيات في هذه الحالات, لن يجرؤ أحد على ان ينفذ بفعلته.

فكرت كثيرا قبل أن أكتب تجربتي هذه, ولكنني لست خائفة في أن أكتبها للناس ليقرأونها, لأنها ربما قد تكون ملهمة, ومن يعرفني يعرف مدى قوتي في مواجهة هذه المواقف,  وهذه القوة التي يحتجنها جميع الفتيات والنساء, بل وجميع الناس ايضاً.

الثقة بالنفس, وعدم الخوف من ذئاب المجتمع البشرية عديمة الضمير والأخلاق, لأنهم بالفعل لا يساوون مليماً واحداً. كُن مُدركاً لمدى قوتك وجبروتك, لا تخف من أحد, وتأكد أن بإمكانك أن تصنع المستحيل دائماً, وانك أكبر من ما تتوقع, وأغلى وأهم مما تتصور. لا تسمح لأي شخص تافه بتعكير صفو حياتك, لأن هؤلاء الاشخاص حياتهم فارغة اصلا, يملأونها بالتسلّي بالناس.

326 مشاهدة
share تأييد