اسم الديناصورات هو اسم سماه البشر لتلك المخلوقات الضخمة، ولا يعلم اسمها الحقيقي إلا الله تبارك وتعالى. ولم يرد في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية ما يتحدث عن الديناصورات.
كما أنه لم يثبت ولم ينفي وجودهم.
فمن المعروف بأن الديناصورات هي مخلوقات كبيرة جدا وعظيمة انتشرت في بقاع الأرض قبل ملايين السنين، وسادت الأرض بشكل كبير،
وقد أفسدت في الأرض بشكل كبير وسفكت الدماء، ويقول أهل العلم بأن الله تعالى عاقبها بأن أنزل عليها من السماء نيازك فضربت الأرض فانقرضت ولم يعد لها ما يدل عليها إلا آثارها المتحجرة في الصخور والتي كشف عنها العلماء مؤخراً.
ولكن نجد إشارات قرآنية عديدة بشأن تلك المخلوقات:
أولا: ما جاء في قول الله تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) سورة البقرة آية /30
وقد قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في كتابه تفسير القرآن الكريم وعلق على تلك الآية: " بقول الملائكة: (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء) يرجِّحُ أنهم مخلوقات لمن سبقهم، وأنه لربما كان على الأرض مخلوقات قبل ذلك تتسبب في سفك الدماء وإفساد ما فيها،
فسألت الملائكة ربها عزّ وجلّ: يا ربي هل ستجعل في الأرض من يفسد فيها ويسفك الدماء؟ كما فعل من قبلهم.
ثانيا: أن هناك دواب عاشت على الأرض وشكلت أمما ومجتمعات مثلنا وقد أشار القرآن الكريم على ذلك بقول الله تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) سورة الأنعام آية: 38
ثالثا: أن الله تعالى قد أهلك تلك المخلوقات بسبب إفسادها في الأرض وقد كانوا أشد منا قوة وعلى الرغم من قوتهم أهلكهم الله وجعلهم ذكرى لنا لئلا نفتخر بقوتنا: (وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) سورة ق: 36-37
ولا نتعجب ونستغرب من وجود تلك مخلوقات بشكل كبير بهذا الحجم المخيف؟
فقد جاء في السنة النبوية وفي صحيح البخاري ومسلم أن آدم عليه السلام طوله ستون ذراعا)
كما صح عن الصحابي أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: (خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا ثُمَّ قَالَ اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ مِنْ الْمَلَائِكَةِ فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ فَقَالُوا السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ فَلَمْ يَزَلْ الْخَلْقُ يَنْقُصُ إلى اليوم).
وقد ظهرت أول الديناصورات على الأرض من قبل 220 مليون سنة كما أنها سيطرت هذه المخلوقات على اليابسة مدة طويلة عاثت فيها الفساد واستمرت ما يقارب 150 مليون سنة!!!
وتذكر بعض الروايات بأن أطول ديناصور معروف وهو ما يعرف باسم الدبلودوكس كان طوله 27 مترًا.
وقد عاشت هذه المخلوقات الضخمة في معظم بقاع العالم وفي أوساط متنوعة، من المستنقعات إلى السهول المنبسطة، إلا أنها انقرضت فجأة قبل نحو 63 مليون سنة
كما تؤكد المصادر التاريخية على أن الديناصورات سفكت الدماء واقتتلت وأفسدت في الأرض كثيراً فقد كانت مخلوقات شرسة وطاغية فأهلكها الله بسبب هذا الطغيان.
والله تعالى أعلم