المقصود بالدورة الهيدرولوجية (الدورة المائية): هي الدورة التي تصف حركة الماء على سطح الأرض والتي لا نهاية لها.
والنظام المائي في الكرة الأرضية يتمثل في دورة المياه خلال الغلاف الجوي، مرورا بالبحار والمحيطات، والأنهار والبحيرات العذبة والمالحة، والمناطق الجليدية ذات المياه المتجمدة،
والمياه الجوفية. - كما أن للشمس دورا مهما كمصدر للطاقة المحركة لهذا النظام، كما ترتبط حركة وانسيابية المياه وكذلك سقوط المطر، ارتباطا وثيقا بقوى جاذبية الأرض، فعندما يتساقط المطر على سطح الأرض نظرًا إلى قوى الجاذبية، تتسرب المياه إلى جوف الأرض، وبفعل الجاذبية أيضا تتدفق المياه خلال الأنهار والأودية والقنوات، وتقوم بحمل الترسبات الطينية والصخرية من المناطق المرتفعة إلى الأماكن المنخفضة، فتتشكل الدلتاوات والأودية الخصبة وكذلك الأودية الصخرية. -
كذلك السحب تحتوي على كميات هائلة من الطاقة، وبعضها يظهر في صورة أعاصير تكون مصحوبة بأمطار غزيرة ورعد وبرق، ويقدر العلماء الطاقة الناشئة عن إعصار واحد بما مقداره 100 بليون كيلووات ساعة يوميا، وهي طاقة تزيد على إجمالي الطاقة المستخدمة دوليا في اليوم الواحد.
- وكذلك هناك دوراً هاماً الشمس وللرياح وحركتها في النظام المائي الأرضي، ودورها المهم في تحريك السحب، وفي المساعدة على الإسراع في عمليات التبخر نتيجة تحريكها لبخار الماء المتراكم على سطح الأرض فينشأ تبخر متجدد على نحو متواصل.
-وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الدورة المائية في مواضع كثيرة منها:أولاً: قال الله سبحانه وتعالى: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ
وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ) [سورة الحجر: 21].
ثانياً: قال الله سبحانه وتعالى:
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ) [سورة الملك: 30].
ثالثاً: وقال الله سبحانه وتعالى: (
وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ) [سورة المؤمنون: 18].
- فقوله تعالى: (بقَدَر) فيها إشارة إلى التقدير والحساب والمقادير الدقيقة، ويقول العلماء اليوم إن هنالك دورة منتظمة ودقيقة وحساسة جداً تتكرر سنويا.
رابعاً: وقال الله سبحانه وتعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ) سورة إبراهيم (32) -
فقوله تعالى: (وسخر لكم الأنهار): يعني تسخير البحار العذبة لتشربوا منها وتسقوا وتزرعوا، والبحار المالحة لاختلاف المنافع من الجهات.
خامساً: وقال الله سبحانه وتعالى: (أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا
وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) (سورة النمل 61). - فقد أشارت الآية الكريمة إلى وجود ظاهرة متعلقة بمياه الأنهار، وهي وجود البرازخ أو الفواصل بين مياه الأنهار إذا اختلفت في تراكيب جزيئاتها، أو في درجات كثافة مياهها.
سادساً: كما أشار القرآن الكريم إلى طريقة تشكل مياه الأنهار في قوله تعالى:
(أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا) (سورة الرعد 17).
سابعاً: جاء في قوله تعالى: (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أو أَشَدُّ قَسْوَةً وَ
إِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (سورة البقرة 74). - ففي هذه الآية دليل على أن المياه الجوفية تشق الصخور وتنزل إلى باطن الأرض.
ثامناً: ولقد أشار القرآن الكريم إلى كيفية تكوين المياه الجوفية حيث تتكون من مياه الأمطار المتساقطة، ثم أسلكتها القدرة الإلهية ينابيع في الأرض فقال الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ
أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ) (سورة الزمر 21)،
-وللمزيد من التفاصيل انظر
(هنا) و
(هنا)