حب القرطم أو زيت القرطم: هو زيت نباتي يستخرج عادة من بذور نبتة القرطم أو ما يعرف بالعصفر ولهذه البذور استخدامات متعددة، وقد شاع استخدامها في ما مضى لصناعة الصبغات.
وقد اختلف الفقهاء هل تخرج الزكاة فيه أم في زيته على عدة أقوال منها:
أولاً: قال الإمام مالك رحمه الله: ليس فيه زكاة وإنما في حب القرطم الصدقة، سحنون أحب إلي ألا تكون فيه الصدقة، وهو قول مالك؛ وقد كان ابن القاسم يرى فيه الصدقة من زيته، ولا يعجبني ذلك.
- ولكن مالك رحمه الله يرى في زيت القرطم زكاة. لأن الزكاة إنما وجبت فيهما عند من أوجبها فيهما، من أجل ما يعصر منهما من الزيت قياسا على الزيتون؛ وإنما فرق مالك في أحد قوليه بينهما؛ لأنه رأى الناس يعصرون الزيت الكثير من القرطم، ويتخذونه لذلك، ولا يفعلون ذلك في بزر الكتان- والله أعلم.
ثانياً: أن الزكاة تجب فيه، وقيل في حبه- وهو ظاهر أحد قولي مالك، وقيل في زيته- وهو قول ابن القاسم.
ثالثاً: أن الزكاة لا تجب فيه؛ لأنه ليس من الحبوب التي تدخر للاقتيات بها، ولا من الثمار، فالقول بأن الزكاة تؤخذ من زيته إغراق، ومن أوجب الزكاة فيه قاسه على الزيتون، وما أنفق الناس على الزيتون في قياسه على ثمار النخيل، والأعناب.
رابعاً: وهو قول الشافعي: لا يرى فيه الزكاة، لأن الإمام الشافعي لا يرى الزكاة في شيء من الثمار، إلا في ثمار النخيل والأعناب؛ ومالك يراها في ثمار النخيل، والأعناب، والزيتون، وابن حبيب يراها في جميع الثمار الثابتة- كان مما يدخر أو مما لا يدخر، بظاهر قوله عز وجل:
{وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ} [سورة الأنعام: 141] - إلى قوله: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} [سورة الأنعام: 141] - بعد أن ذكر الرمان فيما ذكر.
خامساً: وهو قول أبو حنيفة فإنه يرى الزكاة في كل ما أنبتت الأرض مما يؤكل، بظاهر قول النبي- عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-: "فيما سقت السماء والعيون والبعل العشر، وفيما سقي بالنضح نصف العشر"
- والأفضل إذا كانت النسبة المزروعة كبيرة ومعدة للتجارة فالأولى وخروجاً من الخلاف أن يقوم صاحبها بزكاتها عشراً إذا كانت تسقى من ماء المطر، ونصف العشر إن كانت تسقى بماء بأجر .
- ولزيت القرطم فوائد كثيرة منها (تحسين صحة المرأة وخاصة في فترة الحيض، وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية، كما أن له عدة فوائد جمالية للبشرة وللشعر، تخفيف نسبة السكر في الدم، ويساعد في تخفيف الوزن وغيرها من الفوائد).
271 مشاهدة
