تجميل الأنف بدون جراحة له عدة طرق منها : تجميل الأنف باستخدام الليزر ، أو الإبر بحقنه بالبوتكس ، أو بعض المساحيق والدهون والكريمات وغير ذلك من طرق التجميل المعاصرة.
وحكم مثل هذه الأساليب التجميلية التي يلجأ إليها لتجميل عضو معين بتكبيره أو تصغيره أو تعديل على شكله تعتمد على السبب الدافع إلى اللجوء إلى هذه الوسيلة :
1. فإن كان الدافع هو إزالة عيب أو تشوه واضح ، يؤثر في الشكل وينفر منه ، ويسبب أذى نفسياً لصاحبه ، فيجوز اتباع مثل هذه الوسائل لعلاج هذا العيب ، سواء كان ذلك بعملية جراحية أو بدون عملية جراحية كالليزر والبوتكس ونحو ذلك ، لأن هذا نوع من العلاج ودفع ضرر وليس الغرض منه تجميلي بحت .
والدليل على جواز ذلك : إذن النبي لأحد الصحابة الذين انقطع انفه أن يتخذ أنفاً من ذهب ، فقد جاء في الحديث أن ( عَرْفَجَةَ بْنَ أَسْعَدَ قُطِعَ أَنْفُهُ يَوْمَ الْكُلَابِ ، فَاتَّخَذَ أَنْفًا مِنْ وَرِقٍ يعني فضة - فَأَنْتَنَ عَلَيْهِ ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاتَّخَذَ أَنْفًا مِنْ ذَهَبٍ ) (رواه أبو داود) .
وفي الحديث الذي نهى النبي عليه السلام فيه عن النمص وتغيير خلق الله جاء في رواية عند أبي داود صححها بعض العلماء ( لُعِنَتْ الْوَاصِلَةُ وَالْمُسْتَوْصِلَةُ وَالنَّامِصَةُ وَالْمُتَنَمِّصَةُ وَالْوَاشِمَةُ وَالْمُسْتَوْشِمَةُ مِنْ غَيْرِ دَاءٍ ) .
فقوله : ( من غير داء ) دل على أن من كان بها مرض أو عيب يجوز لها اتباع تلك الوسائل .
2. وإن كان الدافع تجميلياً بحتاً ، فلا عيب عندها ولا ضرر واضح ، وإنما تريد تنسيق حجم أنفها مع وجهها كما يقال أو تصغيره بناء على رغبة الزوج ، فلا يجوز إجراء هذه الوسائل التجميلية سواءً كانت جراحية أو غير جراحية ، لأن ذلك داخل في تغيير الخلقة المنهي عنه في الحديث المشهور في تحريم النمص والوشم والوصل حيث جاء في الحديث ( وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ ، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ) .
فدل الحديث أن التغيير متى كان ابتغاء الحسن فقط فهو ممنوع .
ومثل هذا التغيير لا حد له يضبطه ، وفيه نوع اعتراض على خلق الله وعدم تسليم له ، إضافة لما فيه من تضييع الأموال فيما لا نفع من روائه سوى اتباع الشهوات والأهواء .
أما تجميل الأنف بوضع حلقة فيه ،فقد اختلف فيها العلماء ، وأجازه بعضهم إن صار عرفاً في الزينة بين النساء مثل الحلق في الأذن ، ولم يكن في ذلك تشبه بالكفار أو الفاسقات ، ومثل هذا مشهور في بعض بلدان آسيا كالهند وباكستان .
والله أعلم